المنامة – جمال الياقوت
وقع معالي رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد والرئيس التنفيذي بمجموعة ناس السيد مازن مطر عقد استكمال مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، أحد أبرز المشاريع الصحية والتنموية في مملكة البحرين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بتكلفة تبلغ نحو نصف مليار ريال سعودي، في حفل حضره معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة بمملكة البحرين، ومعالي وزير التعليم بالمملكة العربية السعودية يوسف بن عبدالله البنيان ووزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بمملكة البحرين الدكتور محمد بن مبارك جمعة، والرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد وعددٌ من كبار المسؤولين في القطاع الطبي والتعليمي من البلدين.
ويعدّ مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية أحد المشاريع التنموية الرئيسية التي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، حيث تكرّمت حكومة المملكة العربية السعودية بتمويلِ المشروع بدعم سخي بمبلغ 1.2 مليار ريال سعودي، فيما خُصصت أرضٌ بمساحة مليون متر مربع بمنحةٍ كريمةٍ من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين لتنفيذ المشروع الذي يمثّل نموذجًا متميزًا للتعاون الخليجي في المجال الصحي والأكاديمي، ويهدف إلى سد الفجوات في الرعاية الصحية التخصصية في البحرين ودول الخليج، ما يعزز من تكامله مع التعليم والبحث العلمي.
وقال وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بمملكة البحرين الدكتور محمد بن مبارك جمعة: “تم اليوم توقيع عقد استكمال إنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية في مملكة البحرين، في خطوة تُجسّدُ عمق العلاقات الأخوية المتميزة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وتؤكد على مسيرة التعاون والتكامل الثنائي المشترك في المجالات الصحية والتعليمية، مشيدًا بدور وتوجيهات القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين في دفع مسيرة التعاون إلى آفاق أرحب.
وأكد أن هذا المشروع الحيوي يحظى بدعم مجلس التنسيق البحريني السعودي بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، مثمناً الجهود المباركة التي يبذلها الصندوق السعودي للتنمية والدعم المتواصل للمشاريع التنموية في البحرين، ومن بينها هذا المشروع الإستراتيجي الذي يعزز منظومة التعليم الطبي ويرتقي بالقطاع الصحي في المملكة، معبراً عن تقديره لجامعة الخليج العربي لالتزامها بأعلى معايير الجودة في تنفيذ هذا المشروع.
من جهته، أشار الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد إلى أن مشروع مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية في مملكة البحرين يُعد نموذجًا رائدًا للتعاون التنموي في المجال الصحي، إذ يسهم في تمكين الكوادر الطبية وتأهيل الطلبة، وتوفير رعاية صحية متكاملة وفق أرقى المعايير العالمية، من خلال إنشاء مرافق طبية متخصصة بطاقة استيعابية تتجاوز 275 سريرًا، بما يعزز منظومة الخدمات الصحية ويواكب أهداف التنمية المستدامة.
كما رفع معالي رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور سعد آل فهيد من جانبه أسمى آيات الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظهما الله-، وإلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة -حفظهما الله-، على دعمهم لهذا المشروع الذي يعكس الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين الشقيقين، مقدراً كل الجهود التي يبذلها الصندوق السعودي للتنمية خلال جميع مراحل تنفيذ المشروع.
وقال إن هذا اليوم يُشكل مرحلة مهمة في مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية الذي يمثل صرحاً طبياً تعليمياً يُعزز من موقع البحرين كمركز للابتكار الطبي والبحث العلمي في المنطقة.
وأضاف: “نحن في جامعة الخليج العربي نولي هذا المشروع اهتماماً بالغاً ليخرج وفق أعلى المعايير العالمية، وفاءً للعطاء السخيّ من المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ودعماً لرؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الساعية دوماً للارتقاء بمستقبل القطاع الصحي في مملكة البحرين”، مشيراً إلى أنه أحد المشاريع التي تجسّد التعاون الأخوي الوثيق بين البلدين الشقيقين.
وأوضح الدكتور آل فهيد أنه باستكمال المشروع بإذن الله سيحقق العديد من الأهداف منها تلك المتعلقة بتقديم خدمات طبية وفقاً لأعلى المعايير والمواصفات الطبية العالمية، وأضاف قائلاً: “إن هذا الإنجاز يأتي في إطار جهود الجامعة الرامية إلى الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية والتعليم الطبي والبحثي، وبما ينسجم مع تطلعات قيادتي البلدين الشقيقين نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف المجالات”، مؤكداً حرص جامعة الخليج العربي على تنفيذ هذا المشروع الحيوي وفق أعلى معايير الجودة العالمية، ليكون مركزاً خليجياً وإقليمياً متقدماً في تقديم الخدمات الطبية، إلى جانب تعزيز الابتكار والبحث العلمي في القطاع الصحي على مستوى الخليج العربي.
من جانبه، أشار عضو مجلس إدارة مجموعة ناس بشار سمير ناس إلى أن المشروع سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية والتعليم الطبي في الخليج، وقال: “إن العمل يجري حالياً بوتيرة متسارعة للانتهاء من مراحل المشروع وفق الجداول الزمنية المحددة ووفق أعلى مستويات الجودة، لتوفر المدينة بيئة طبية وتعليمية متقدمة ومرافق متطورة تخدم ليس فقط البحرين، بل جميع دول الخليج، بما يعكس رؤية جامعة الخليج العربي كجامعة خليجية عريقة تسعى إلى التطور دائماً”.
يذكر أن المدينة تُعد أحد أكبر المشاريع التي تموَّل بتبرع إنساني كريم، وقد جرى تصميمها لتضمّ مستشفى تعليميًّا متكاملاً، ومراكز تخصصية، ومرافق بحثية متطورة، وتنفيذ تطبيقات التطبيب عن بعد، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي لتعزيز تقديم الرعاية الصحية، لتكون منصةً متكاملةً تجمع بين تقديم العلاج، والتدريب، والتعليم، والبحث.
وتنظرُ جامعة الخليج العربي إلى مشروع المدينة الطبية بوصفه نموذجًا في مجال الرعاية الصحية المبتكرة والتدريب والأبحاث التحويلية، وتأمل أن يصبح مركزًا طبيًا أكاديميًا رائدًا في منطقة الشرق الأوسط، إذ يحتوي المشروع على مستشفى جامعي يضم 300 غرفة، ومبنى الخدمات الإكلينيكية، ومبنى العيادات الخارجية، فيما تستوعب موافق السيارات 513 سيارة، وتقدم الخدمات الميكانيكية على مساحة 5,510 متر مربع، كما يضم المشروع مجموعة متكاملة من 77 عيادة خارجية، و15 غرفة مخصصة للعمليات الجراحية والعمليات البسيطة، و37 غرفة للعناية الفائقة وست غرف للعزل، إلى جانب مركز تعليم طبيّ، كما سيُلحق بالمستشفى مراكزُ تميّزٍ للأبحاث الإكلينيكية التي تُعنى بالتصدي للقضايا الصحية السائدة بدول الخليج مثل أمراض السكر والسمنة، والسرطان وأمراض القلب والشرايين.