جناح المملكة في “إكسبو”.. رحلة إبداعية تحتفي بالناس والطبيعة والتراث والفرص

9

على إيقاع العروض الفلكلورية المتنوعة، والأضواء الكاشفة الخلابة المزينة باللون الأخضر، والتصميم الهندسي الملفت للغاية، يستقبل جناح المملكة العربية السعودية في معرض “إكسبو 2020 دبي” زوّاره بواجهته الشاهقة نحو السماء، وبتصميمه الفريد، وبالشباب والشابات السعوديين الذين يرحبون بالجميع، ويجسّدون كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي تتمتع بها الثقافة السعودية الأصيلة.

نجح الجناح السعودي منذ يومه الأول في جذب اهتمام الزوّار من خلال مجموعة المجسمات التفاعلية والأضواء التي كشفت عما يضمه الجناح من محتوى متعدد الأبعاد يستند على أربع ركائز رئيسة هي: المجتمع الحيوي، والتراث، والطبيعة، والفرص، الذي منح الجناح فرصة الظفر بمجموعة من الأرقام العالمية القياسية، مثل “النافورة الرقمية” التي تطالع الزائر منذ الخطوات الأولى لدخوله الجناح، والمؤدية بسلاسة عبر مجموعة من السلالم الهندسية المنحنية إلى قاعة الاستقبال الرئيسة، التي تحتضن شاشة عرض منحنية بمساحة تصل إلى 68 متراً مربعاً، وتعرض فيها خمسة نظم بيئية في المملكة من المساحات الخضراء في وادي البرداني، إلى سحر سواحل جزيرة فرسان، وصحاري الربع الخالي، والبحار في منطقة البحر الأحمر، وجبال تبوك.

رحلة مع التراث عبر السلالم الإلكترونية الطويلة التي يحتويها الجناح، وضمن أجواء من المؤثرات البصرية والسمعية الخاصة، تبدأ رحلة من نوع آخر، تستعرض ماضي المملكة العريق على جانبي السلالم، وتسمح للزوار بالاستكشاف من خلال محاكاة مجسمات مبنية لنحو 14 موقعاً تراثياً وثقافياً، تم بناؤها وتصميمها على الجانبين، لتفسح للزائر فرصة المعايشة والتعرف على مواقع تراثية سعودية شهيرة، من بينها المواقع الخمسة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، مثل حي الطريف، والحِجر، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في منطقة حائل، وواحة الأحساء، هذا في الوقت الذي لا تغيب عن هذا العرض المؤثرات السمعية والموسيقى القادمة عبر التاريخ التي تؤرخ بدورها لمجموعة من الرقصات والعروض الفلكلورية الخاصة بكل منطقة من مناطق المملكة.

ومع الوصول إلى نهاية السلالم الإلكترونية، وبعد المرور بالمواقع التراثية، ينتقل الزائر لجناح المملكة نحو رحلة سمعية بصرية إلى 23 موقعاً تمثل الغنى الكبير والتنوع في مختلف مناطق المملكة، والعلاقة المتناغمة بين مناطق المملكة ال 13 التي أعطتها تنوعاً ديموغرافياً أسهم بشكل واضح في ثرائها الحضاري والإنساني، حيث تمتلك كل منطقة مزاياها الخاصة وبيئتها الفريدة، بداية من المسجد الحرام، وقرية ذي عين التراثية، وحقل الشيبة النفطي، وجزر فرسان، ووادي العُلا، وفوهة بركان الوعبة، مروراً بالمواقع التراثية والمعاصرة مثل مهرجان مناطيد طنطورة، ومسرح المرايا في العُلا، وصولاً إلى واجهة جدة البحرية، ومركز الملك عبدالله المالي في الرياض، ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، من دون أن ينسى القائمون على الجناح تزويد الزوار بمزيد من المعلومات والتفاصيل التي تثري المشهد البصري التفاعلي.

وبعد ذلك ينتقل الزوار إلى سلم كهربائي تعلوه بلورات “سينوغرافية” يبلغ عددها 2030 بلورة، ترمز إلى رؤية “السعودية 2030″، وتصحبه نافذة تُطلّ على أهم مشاريع المملكة العملاقة التي يجري العمل عليها حالياً على غرار مشروع القدية، ومشروع تطوير بوابة الدرعية، ومشروع البحر الأحمر، وغيرها من المشاريع التنموية النابضة بالحياة، المستندة إلى المفاهيم الصديقة للبيئة مثل مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروعَي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.

كرة عملاقة “رؤية” هو عنوان المعرض الفني الذي يطالع الزوار بعد النافذة الإلكترونية، الذي يضم كرة عملاقة بقُطر يبلغ 30 متراً متعددة الأوجه بأرضية تفاعلية رقمية، تُبرز جوهر الثقافة السعودية بأيدي مجموعة من الفنانين والمبدعين السعوديين الذين عكفوا على تصميم هذه اللوحات الرقمية النابضة بالأفكار والتصورات والرؤى التي تجتمع معاً لتشكيل لوحة متكاملة تحمل جميع عناصر النجاح والاستمرارية، والتي تُهيء الزوار للانتقال نحو مركز الاستكشاف للبحث عن الفرص الاستثمارية، والشراكات المثمرة والمتنوعة مع كبرى الشركات والمؤسسات السعودية الرائدة، حيث يضم المركز جدولاً تفاعلياً على شكل خريطة المملكة يقدم أكثر من ألف معلومة بيانية تشمل كل جانب من جوانب المملكة، كما يحتوي على ست حاضنات رأسية للمعلومات تقدم معلومات مكثفة عن الاقتصاد والاستثمار، والطاقة، والطبيعة والسياحة، والناس والوطن، والتحوّل، والفن والثقافة، وتم تشغيلها من قبل المضيفين السعوديين المتخصصين بحيث تصبح سهلة القراءة لمجموعات الزوار والراغبين بالتعرف أكثر على المملكة والفرص المتاحة فيها.

مساحات خضراء الرحلة في أرجاء جناح المملكة العربية السعودية لم تنته بعد، فهناك جانب الطبيعة الذي أُفرد له مساحة خارجية واسعة تتمثل في ستائر حديقة النخيل، حيث يتزين الجناح بحديقتين معلقتين، تحيط بهما أشجار النخيل ومجموعة مختارة من النباتات التي يمكن العثور عليها في النُظم البيئية السعودية المختلفة، والتي أكد القائمون على المعرض نقلها مباشرة من مناطق المملكة المتنوعة، وشحنها وفق معايير بيئية خاصة إلى جناح المملكة في معرض “إكسبو 2020 دبي”، كما تم في حديقة النخيل تجهيز ستارة مائية رقمية بمساحة 90 متراً مربعاً بالعديد من الوحدات التفاعلية مما يسمح للزوار باختيار وعرض الزخارف المختلفة بناء على المناطق السعودية، كما سيتم -على امتداد أشهر المعرض- رفد هذه الحديقة بالنباتات التي تنمو وتزدهر في أوقات معنية على مدار العام، مما يشكل مفاجأة متجددة لزوار المعرض.

ليالٍ سعودية ولا تحلو أماسي جناح المملكة العربية السعودية في “معرض إكسبو دبي 2020” من دون التعرف على “سرد” وتذوق مختلف النكهات والأطباق التقليدية في مناطق المملكة، فضلاً عن مختلف أنواع القهوة العربية التي تشتهر بها مناطق المملكة، وذلك في منطقة مخصصة للضيافة، إلى جانب متجر التحف والهدايا التذكارية، الذي افتتح مع بداية الجناح وشهد منذ اليوم الأول إقبالاً كبيراً، دفع بالزوّار إلى الركون لدقائق معدودة للاستمتاع بهذه الأجواء بعد جولة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، يُحيط بهم الترحيب الراقي من الشباب والفتيات السعوديين الذين نجحوا في إظهار الروح الكريمة التي يتميز بها الإنسان السعودي المضياف والمحب للخير، والقادر دائماً على إبهار الجميع، كحال المملكة العربية السعودية التي تخطو نحو مستقبلها الزاهر بخُطا ثابتة وواثقة يمكن لأي زائر لجناحها الرائد في معرض “إكسبو 2020 دبي” أن يلمسها بوضوح، وأن يعيش رحلة النمو والنهضة والازدهار التي يحياها السعوديون تحت مظلة رؤية السعودية 2030.