تُعد جامعة الدول العربية، أول منظمة دولية تأسست عام 1945 أي قبل ثمانين عامًا بهدف تفعيل التعاون بين الدول الأعضاء، وهو ما تؤكده ديباجية ميثاق تأسيس الجامعة، التي نصت على أهدافها.
ويُجسد معرض “سيرة ومسيرة” الذي يحتضنه مقر الجامعة العربية في القاهرة، شهادة حية على ثمانية عقود من العمل العربي المشترك، حيث تمثل مقتنياته سجلًا حافلًا بالذكريات لرحلة الأمة العربية، بحلوها ومرها بانتصاراتها وكبواتها، وهو أيضًا رسالة للاستمرارية إلى المستقبل.
ويسرد مراحل تأسيس الجامعة العربية منذ 22 مارس 1945م من قبل 6 دول هي المملكة العربية السعودية، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان وسوريا واليمن، قبل أن يبلغ عدد أعضائها حاليًا 22 عضوًا.

ويتضمن المعرض وثيقة تُسجل زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والملك فاروق الأول ملك مصر لمقر الجامعة في 12 صفر عام 1365 بمناسبة افتتاح الجامعة، ووثيقة توقيع الملك عبدالعزيز بالموافقة على تعيين عبدالرحمن عزام أمينًا عامًا للجامعة العربية، وخطاب بخط يد سمو الأمير سعود بن فيصل وزير الخارجية -رحمه الله- إلى الأمين العام للجامعة العربية في عام 1930م.
ويحكي المعرض من خلال الخطابات الملكية للمؤسسين للجامعة كيف اتخذ القادة العرب قرارًا تاريخيًا بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض، لتجسد الجامعة وعيًا جديدًا سرى في أوصال هذه الأمة من الخليج إلى المحيط بأن لسانها عربي، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربي.
ولا يزال المعرض بمقتنياته مقصدًا للوفود العربية والأجنبية التي تزور الأمانة العامة للجامعة للاطلاع على الوثائق والخطابات الرسمية بين الدول المؤسسة لإنشاء الجامعة وكذلك صور أول اجتماع للقادة العرب يوثق ميلاد الجامعة عام 1945، وميثاق الجامعة الذي ينص على توثيق العلاقات بين الدول الأعضاء، وتنسيق التعاون بينها، للحفاظ على استقلالها وسيادتها، والنظر بشكل عام في شؤون ومصالح الدول العربية.
ويعرض “سيرة ومسيرة” وثائق تصديق ملوك وحكام الدول العربية المؤسسة للجامعة العربية، إضافة إلى مجموعة نادرة من الصور والمحاضر الأرشيفية التي تقدم رؤية واضحة لمراحل تطور العمل العربي المشترك على مدار العقود الماضية، وأهم القمم العربية التي عقدتها الجامعة وما صدر عنها من قرارات فضلًا عن الدور الذي قامت به في الملفات السياسية والتنموية المختلفة.

ويُضيء المعرض بتاريخ الجامعة وحاضرها، ويستشرف آمالها مما يجعل من زيارته رحلة عمرها ثمانين عامًا من العمل العربي المشترك لاستكشاف الإنجازات التي حققتها الجامعة العربية، من مبادئها الأولى إلى تأثيرها المعاصر، وجهود الدول العربية الأعضاء في التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والسعي الدؤوب نحو مستقبل مزدهر.
ويتضمن المعرض الذي يحتفي بمرور 80 عامًا على تأسيس الجامعة وثيقة معاهدة للدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، مجلدات وكتيبات عدة تحكي تاريخ الجامعة ورحلتها في العمل العربي المشترك، ومراحل تطورها، إضافة إلى نماذج من التعاون العربي في مختلف المجالات بما يبرز دور الجامعة في تعزيز العلاقات وتحقيق المصالح المشتركة



