الثقافية – كمال الداية
هكذا بدا اللقاء في “بيت الرواية” حيث تروي حكاية مختلفة بطلتها الروائية أميمة الخميس تحاورها الروائية الدكتورة زينب الخضيري، لم يكن مجرد حوار عابر، بل جلسة مساءلة لكتابة الرواية بوصفها فعل مقاومة ضد النسيان وضد الألم وضد الحنين، وبوصفها بحثاً عن المعنى في أمكنة تتسع للأسطورة والإنسان في آن واحد، لقد كشف هذا اللقاء أن تجربة أميمة الخميس ليست مجرد كتابة رواية، بل هي انشغالٌ مستمر بالتاريخ والمكان والهوية، ومحاولة لالتقاط جوهر الإنسان من خلال الذاكرة واللغة، كان عنوان اللقاء لافتاً وكبيراً بحجم التاريخ الذي كتبت عنه الروائية الخميس حيث جمع بين روايتين ومكان واحد وهو اليمامة الجسر الذي ربط بينهما ” اقيلم اليمامة بين مسرى الغرانيق في مدن العقيق ورواية عمة آل مشرق” كانت اليمامة في الحوار أكثر من جغرافيا؛ كانت استعارة لتاريخٍ يتجاور مع الأسطورة، وصوت أنثوي يتفاوض مع الواقع، وينحت مساحة جديدة للفهم.حيث تطرّق اللقاء لدور اليمامة كفضاء رمزي وثقافي، ولأسئلة الكتابة، والواقع الروائي، ودور الناقد في تشكيل التجربة الروائية. لقد خرج الحضور من هذا اللقاء في” بيت الرواية ” وهم يحملون المزيد من الأسئلة، والكثير من الدهشة، وإدراكاً عميقاً بأن الكتابة حين تكون أصيلة تستطيع أن تبني جسراً بين الماضي والمستقبل، وبين الحكاية والفكرة، وبين الإنسان وما يخشاه أو يحلم به.



