رغم أن الفارق الزمني بين هذه الشخصيات يمتد لأكثر من ألفي عام، إلا أن التاريخ لا يتوقف عن تكرار نفسه بأشكال مختلفة. من روما القديمة إلى الشرق الأوسط الحديث حيث تتقاطع خيوط السلطة، الطموح، والجدل في شخصيات مثل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي (كأنموذج حديث)، ويوليوس قيصر، ونيرون. فما الذي يجمعهم؟
قيصر أعلن نفسه “ديكتاتور مدى الحياة”، ونيرون رفض التخلي عن الحكم حتى بعد انهيار شعبيته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يُعرف بقدرته على البقاء في السلطة رغم الأزمات السياسية والانتقادات الداخلية والخارجية.
كما أن الثلاثة أظهروا ميولًا لتجاوز المؤسسات التقليدية. قيصر همّش مجلس الشيوخ، نيرون حكم بروما وكأنها مسرحه الخاص، ورئيس الوزراء الإسرائيلي غالبًا ما يتخذ قرارات مصيرية دون توافق واسع، مما يثير جدلًا حول طبيعة الديمقراطية في إسرائيل.
قيصر كتب عن انتصاراته ليصنع لنفسه صورة البطل، بينما نيرون استخدم الفن والمسرح لتلميع صورته، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب نتنياهو يوظف الإعلام المحلي والدولي لتثبيت سردية معينة حول الأمن والسياسة.
قيصر تحالف مع بومبي وكراسوس ، بينما نيرون اعتمد على النخبة الرومانية رغم فسادها، ورئيس الوزراء الإسرائيلي تحالف مع أحزاب دينية وقومية متشددة، مما يثير مخاوف من تآكل التوازن السياسي.
قيصر اغتيل بسبب مخاوف من استبداده، نيرون واجه ثورات شعبية وانتهى منتحرًا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه احتجاجات داخلية واسعة، خاصة فيما يتعلق بإصلاحات القضاء وسياسات الاحتلال واحتجاز الرهائن لدى حركة حماس.
قيصر غيّر شكل الجمهورية الرومانية إلى إمبراطورية، ونيرون أصبح رمزًا للطغيان والانحلال، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يُعد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ إسرائيل الحديث، سواء من حيث السياسات الأمنية أو العلاقات الدولية.
لو نظرنا إلى نيرون سنجد أنه كان فنانًا ومغنيًا، يرى الحكم كمسرح، وقيصر كان خطيبًا بارعًا، أما نتنياهو فهو يعرف كيف يخاطب الداخل والخارج بلغة القوة والرمزية.