صدر حديثاً عن منشورات جدل للنشر والتوزيع في الرياض والكويت للكاتبة السعودية رجاء البوعلي كتابًا بعنوان «هكذا قرأت عبدالجبار الرفاعي: لمحات حول المشروع الفكري» من القطع المتوسط في 237 صفحة.
في البدء، قدم الكتاب سعادة وزير الحج ووزير الثقافة والإعلام وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي سابقًا الأستاذ إياد أمين مدني، الذي أوجز وافيًا التسلسل الفكري المنطقي الذي عاشته المؤلفة على مدى قراءاتها وكتاباتها الأدبية في الرواية والقصة والشعر، مُعتبرًا هذا العمل خروجًا شاهرًا من ميدان الأدب والشعر إلى ميدان الفكر الحديث والتجديد الديني. مُشيدًا بتجربة القراءة التي قدمتها حول مشروع المفكر العربي عبدالجبار الرفاعي، الذي خاض غمار الحوزة العلمية في النجف وقم وتنسم أجواء الفكر والتنظير بعيدًا عنها. مُعتبرًا هذا العمل مُنجزًا مؤهلًا لإضافة اسم رجاء البوعلي إلى أسماء جيل جديد آخذ في وضع بصمته على المشهد الثقافي السعودي.
وقد جاء الكتاب في ثلاثة فصول:
الأول “الوجود والمعنى” مُقدِمًا فلسفة الدين ضمن مساراتٍ وجودية كالمعنى وأسئلة الوجود الكبرى، وفلسفة الموت في الأدب الإنساني. ومُعرجًا على مفاهيم تأصل طرحها في كتب عبدالجبار الرفاعي مثل التصوف الفلسفي والتصوف الاستعبادي، والاحباط الوجودي وغيرها.
ثم يأتي الفصل الثاني بعنوان “الإنسانية الإيمانية” مُستعرضا سلسلة من المفاهيم والقيّم الجوهرية في المشروع الفكري مثل مركزية الله في الوجود ومركزية الإنسان في الحياة، النزعة الإنسانية، الإنسان بين الكرامة والتشييء، الحرية بين الانضباط والانفلات الأخلاقيين، وغيرها من الركائز الأساسية في فكر الرفاعي.
وأخيرًا الفصل الثالث “من التدين الأيديلوجي إلى الأنطولوجي” وفيه توجز المؤلفة البوعلي المسيرة الفكرية للدكتور عبدالجبار الرفاعي منذ بواكير طفولتها المنسية، مرورًا باندفاعية واهمة نحو الأحزاب والجماعات الدينية، ووصولًا لشاطئ الإدراك الواعي للإيمان عبر تحرير الذات وإطلاقها في الفضاء الإنساني الأرحب. جدير بالذكر أن الكتاب يُشارك لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 المزمع إقامته في اكتوبر.