علي بن سعد القحطاني – الرياض
انتقل إلى رحمة الله تعالى القاص والأديب السعودي جبير المليحان (1950_2025م) أحدأبرز روّاد القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ومؤسس «شبكة القصة العربية»، وذلك إثر مرضٍ ألمّ به. وبرحيله يفقد المشهد الثقافي العربي قامة وقيمة أدبية أثرت المكتبة الأدبية السعودية والعربية بالمنجز السردي والنقدي. وتقام الصلاة عليه في جامع الفرقان بالدمام، عقب صلاة عصر غد (الأربعاء).
وقد نعاه عدد من الروائيين والمثقفين؛ إذ قال الروائي يوسف المحيميد”: «رحل أحد روَّاد القصة القصيرة في المملكة الأديب الكبير جبير المليحان، الشغوف بفن القصة، ومؤسس شبكة القصة العربية منذ ربع قرن، رحم الله أبا أيمن، الكاتب المخلص لوطنه وإبداعه.. خالص العزاء لأسرته، ولأصدقائه ومحبيه، وللوسط الثقافي كافة”.
كما كتبت الأديبة أميمة الخميس”: «رحل جبر القصة القصيرة وملحها جبير المليحان، مخلفًا إرثًا أدبيًا ثمينًا، كان يسعى من خلاله لجعل العمل المؤسسي حاضنًا أول للإبداع، سواء عبر رئاسته للنادي الأدبي، أو عبر موقع القصة العربية، التي ظل مؤمنًا بها حتى بعد أن انفض القوم عنها وكتب هو نفسه روايته الأدهم. رحم الله المبدع جبير المليحان ورفع منازله، وجعل ما تركه من إرث إبداعي للإنسانية شفيعًا له”
وقالت الأديبة زكية بنت محمد العتيبي”: «رحل الأديب جبير المليحان، حارس القصة القصيرة ورفيقها الأوفى. كان من أوائل الذين أنشؤوا للقصة وطنًا في الفضاء الرقمي، فاجتمعت في موقعه أصوات الأقلام وتناسل الإبداع”.
كان موقع القصة العربية الذي أسّسه المليحان عام 2000م من أبرز المنصات التي تعلمت فيها أجيال من المبدعين أبجديات النقد الأدبي. ورغم توقفه في نهاية عام 2019م، ما زال بالإمكان الاطلاع على صفحاته عبر أرشيف الإنترنت، حيث يمكن اختيار زمن محدد والدخول إلى واجهة الموقع أو الصفحات الخاصة بالأدباء المشاركين فيه.
لقد مثّل «موقع القصة العربية» مشروعًا فريدًا جمع بين النشر الأدبي والتفاعل النقدي، فكان مدرسة غير رسمية خرّجت كتّابًا وناقدين، وأسهم في صياغة مشهد قصصي عربي حديث، سيبقى حاضرًا في الذاكرة الثقافية مهما غاب حضوره الرقمي.