شهدت اليوم العاصمة الرياض، أعمال مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة (NGSC 2025)، الذي تنظّمه مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، متزامنًا مع ختام منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية، واستعرض المشاركون مسارات بناء مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة، ضمن ثماني جلسات رئيسية تنوعت موضوعاتها بين الاستثمار والتقنية والسياحة والملكية الفكرية وتمكين المواهب، بما يعكس مكانة المملكة الريادية ودورها المؤثر في صياغة المشهد العالمي لهذا القطاع.
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان “العصر القادم للألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة- كيف تعيد المملكة رسم مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية”، وتطرقت إلى دور رؤية المملكة 2030 في دفع عجلة نمو القطاع وتعزيز مكانة المملكة مركزًا عالميًا للرياضات الإلكترونية.
وعقبت الجلسة الرئيسة سلسلة من الجلسات الحوارية المتنوعة، وتناولت الجلسة الثانية “تطور الألعاب الإلكترونية عبر العصور- مسيرة Ubisoft، الإرث والمستقبل”، بمشاركة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Ubisoft إيف غيليموت، الذي استعرض مسيرة الشركة العالمية وإسهاماتها في تشكيل تجارب ألعاب صنعت تاريخًا ممتدًا على مدى عقود، مشيرًا إلى أن المملكة أصبحت بيئة جاذبة لصناعة الألعاب بفضل ما توفره من فرص للاستثمار والإبداع، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تزاوجًا غير مسبوق بين التكنولوجيا والثقافة عبر الألعاب.
وناقشت الجلسة الثالثة، بعنوان “من هنا تنطلق اللعبة القادمة- رؤية 2050″، ملامح المستقبل البعيد للقطاع، وشدد الرائد في مجال التقنية ماثيو بول على أن الرياض أصبحت منصة عالمية لتطوير الأفكار والرؤى الاستشرافية، فيما أشار الشريك المؤسس لشركة بيتكرافت فنتشرز ينس هيلجرز إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري والمواهب يمثل المرتكز الأول لصناعة مستدامة, وأكدت جمانة حاج أحمد من مكتب اليونيسف أن الشراكة بين المؤسسات الدولية وصناعة الألعاب تُعد عاملًا مهمًا لتعزيز التأثير الاجتماعي لهذه الصناعة على الأجيال الجديدة.
وفي الجلسة الرابعة، “تركيبة الرياضات الإلكترونية- بناء منتجات ترفيهية لجيل جديد من الجماهير”، ناقش المشاركون التحولات في علاقة الجمهور بالرياضة الإلكترونية، وأوضحت الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية روان البتيري، أن الجمهور لم يعد مجرد متلقٍ بل أصبح شريكًا في التجربة، مؤكدة أن الاتحاد يعمل على تعزيز هذا البعد من خلال مبادرات مبتكرة تستجيب لتطلعات الشباب.
وجاءت الجلسة الخامسة بعنوان “تمكين منظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية- كيف يشكّل الناشرون ركائز اللعبة الكبرى القادمة”، بمشاركة نخبة من قيادات شركات عالمية مثل إلكترونيك آرتس, وكرافتون، ويوبيسوفت، وتينسنت، وأكدت رئيسة الرياضات الإلكترونية في إلكترونيك آرتس مونيكا دينسمور أن المملكة أضحت نقطة التقاء أساسية لشركات الألعاب الدولية، مشيرة إلى أن البيئة الاستثمارية والتنظيمية التي توفرها المملكة تمنح هذه الصناعة فرص نمو متسارع.
وركزت الجلسة السادسة، بعنوان “ارتقاء الأمم- الاستفادة من الفخر الوطني في إعادة رسم مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية عالميًا”، على مفهوم الهوية الوطنية كونها قوة ناعمة، وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت، أن التجربة السعودية أصبحت نموذجًا ملهمًا لدول أخرى، مشيرًا إلى أن الفعاليات المقامة في الرياض تحمل تأثيرًا يتجاوز حدود الرياضة نحو الثقافة والاقتصاد.
وشهدت الجلسة السابعة “الانتشار العالمي والتفوّق في عالم الهواتف المحمولة”، التي قدمتها stc، نقاشًا موسعًا حول سوق الألعاب عبر الهواتف الذكية، وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعةESL FACEIT نيكولو مايستو أن الأجهزة المحمولة تمثل البوابة الأوسع للوصول إلى مليارات اللاعبين حول العالم، مشيدًا بما تشهده المملكة من مبادرات في هذا القطاع.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بالجلسة الثامنة، التي جاءت بعنوان “إستراتيجيات الملكية الفكرية- كيف تصبح الملكية الفكرية سلاحًا إستراتيجيًا في اللعبة القادمة”، وشدد الرئيس التنفيذي لمنصة تويتش دان كلانسي على أن الملكية الفكرية أصبحت أداة رئيسية في تحديد ملامح المنافسة المقبلة بين الشركات، وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة سيجا شوجي أوتسومي أن مستقبل الصناعة يقوم على حماية الابتكار وضمان استدامته.
وأسدل الستار على اليوم الأول من المؤتمر بمجموعة من الرؤى والتوصيات التي عكست المكانة المتنامية للمملكة بصفتها وجهة عالمية لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، بما يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويؤكد ريادتها في صياغة المستقبل لهذه الصناعة الصاعدة.
