أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، بأن لقاء أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون مع رئيسة البرلمان الأوروبي، يدشّن مرحلة جديدة من العلاقات البرلمانية بينهما، مشددًا على أهمية وضع آلية ثابتة لتنظيم العلاقة بين البرلمانات الخليجية والبرلمان الأوروبي تضمن الاستمرارية والاجتماعات المنتظمة، مؤكدًا معاليه استعداد الأمانة العامة لمجلس التعاون للعمل المشترك لتحقيق ذلك.
جاء ذلك خلال لقاء أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع معالي رئيسة البرلمان الأوروبي روبيرتا ميتسولا، برئاسة معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة صقر غباش، اليوم، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأشار معاليه إلى أن أهمية هذا الاجتماع يكمن في توقيته الذي يأتي في وقت تشهد فيه مسيرة العلاقات الخليجية – الأوروبية مسارًا متناميًا على معظم الأصعدة، وتطابق بوجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مبينًا أن ما يجب الإشارة إليه بعين التقدير، هو تواصل الزيارات بين كبار المسؤولين من الجانبين في الفترة الأخيرة، والعديد من الحوارات واللقاءات السياسية والفنية التي عقدت بالفترة القصيرة الماضية، وهو الأمر الذي يعكس حرصهما على نقل العلاقات بين الجانبين إلى آفاق أرحب، ويضفي عليها صفة الشراكة الإستراتيجية، تجسيدًا لرغبة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وقادة وزعماء الاتحاد الأوروبي، التي انعكست على بيان القمة التاريخية التي جمعتهما في مدينة بروكسل لأول مرة في شهر أكتوبر من العام الماضي 2024.
وأكد معالي الأمين العام على عمل الأمانة العامة الدؤوب للتحضير المميز للمناسبات والاستحقاقات المشتركة القادمة بين الجانبين ومنها، اجتماع المجلس الوزاري الخليجي-الأوروبي المقرر عقده في دولة الكويت في شهر أكتوبر المقبل، والمؤتمر الخليجي الأوروبي الأول حول الطاقة، المزمع انعقاده في بروكسل في شهر نوفمبر القادم.
وفي سياق متصل أكد معاليه أن منجزات الفترة المقبلة ستشكل دفعة إيجابية قوية للعلاقات الخليجية الأوروبية ومحفزًا إيجابيًّا لها، وخاصة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها عالمنا المعاصر، وتهدد أمن واستقرار منطقتينا في الشرق الأوسط وأوروبا، موضحًا أن نجاح مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في توطيد العلاقة في ظل هذه الظروف، سيبعث رسالة أمل ونموذج لما يتوجب أن تكون عليه العلاقات الدولية والعلاقات المبنية على الصداقة والتعاون لشعوب الطرفين وللأطراف الأخرى، وعلى إدراكنا جميعًا لأهمية البرلمان الأوروبي في آلية اتخاذ القرارات ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي، إذ يعد أحد أهم الأضلاع في اتخاذ القرارات وتشريعها، إضافةً إلى المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية، ومن هذا المنطلق، ومن باب تعزيز العلاقات بين شعوب الكتلتين.
وأوضح معاليه أن مطلب الإعفاء من تأشيرة الشنغن لا يزال أحد أهم أولويات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصةً بعد أن استوفت دول المجلس جميع متطلبات الإعفاء الفنية، وباتت ملفاتها جاهزة للنظر فيها من قبل المؤسسات الأوروبية المعنية، داعيًا روبيرتا متسولا، بصفتها رئيسًا للبرلمان الأوروبي، إلى بذل الجهود تجاه إقرار هذا الموضوع بشكل نهائي، بالتعاون مع المؤسسات المعنية في الاتحاد الأوروبي، لما فيه من قيمة مضافة تتمثل في تقارب الشعوب في الكتلتين، وتعزيز الروابط والثقافية والأكاديمية، والتجارية، إضافة إلى تحقيق قفزة ودعم لقطاع السياحة والسفر للجانبين.
وجدد معاليه موقف دول المجلس تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وما يتعرض إليه من عدوان مستمر ومآسٍ يومية، بتأكيد أهمية منح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه، بموجب جميع القرارات ذات الصلة، ومن ذلك إقامة دولة فلسطينية حسب ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين بما يسهم ويضمن السلام العادل والشامل.
واختتم معاليه بتأكيد مقترح عقد لقاء سنوي دوري لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول المجلس مع رئيسة البرلمان الأوروبي، موضحًا بأن هذا المقترح من شأنه أن يعزز العلاقات الخليجية الأوروبية بشكل عام، والعلاقات البرلمانية بين الجانبين بشكل خاص.