أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن معالجة مأساة غزة، ومنع تكرارها، يتطلبان حلاً جذريًا لأسباب اشتعالها، مشددًا على أنه لا يمكن معالجة تلك الأزمة إلا بمعالجة القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام أمام اجتماع هيئة مجموعة السلام العربي الذي عقد اليوم بمقر الجامعة العربية، وألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير الدكتور سعيد أبو علي.
ونبه أبو الغيط إلى أن القضية الفلسطينية تمرّ بظروف مصيرية، وذلك في إطار مواجهة الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة وفلسطين، والتصدي لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة على امتداد سبعة أشهر بكل ضراوة ووحشية.
وقال إنه مع مضي أكثر من مئتي يوم على حرب الإبادة الجماعية، والتدمير والتجويع والتهجير بقطاع غزة، لا تزال الوحشية والهمجية الإسرائيلية مستمرة بأبشع صورها مستهدفة مختلف مناحي الحياة؛ إذ أوقعت أكثر من 120 ألفًا بين شهيد وجريح ومفقود، فيما لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن لجم العدوان، ووقف حرب الإبادة والتهجير والتصفية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومنحه حقوقه الوطنية المشروعة بالحرية والاستقلال.
وأوضح أبو الغيط أن الدفاع عن القضية الفلسطينية الأكثر عدلاً وإنسانية بكل المعايير والقوانين والشرائع لم تعد واجبًا وطنيًا قوميًا فقط، بل هي واجب وضرورة أخلاقية وإنسانية، داعيًا مجموعة السلام العربي لتكثيف أنشطتها لمواجهة حرب الفناء، وفضح الجرائم الإسرائيلية، وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية، ولمواجهة الحرب الإعلامية الإسرائيلية المضللة المدعومة من حلفاء إسرائيل.
ونبه أبو الغيط إلى أهمية دور الإعلام المهم في دحض الادعاءات والأكاذيب الإسرائيلية الممنهجة، وكشف المدى الوحشي الذي بلغته الجرائم الإسرائيلية، وتأكيد حقيقة العدوان الفظيعة، وأهدافه الصريحة والضمنية لتصفية القضية الفلسطينية، وكذلك أهمية الدور والمسؤولية التي تضطلع بها سائر مكونات العدالة الدولية من منظمات وهيئات مختصة أو ذات صلة بحقوق الإنسان، دولية أو إقليمية، لتحقيق العدالة والإنصاف لشعب فلسطين بإقامة دولة مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد الأمين العام على أهمية تنفيذ القرارات الدولية على الأرض، ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي بشكل فوري وكامل، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الطرق البرية المعتادة، بما يخفف من كارثية الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ويجنب أهلها خطر المجاعة المحدقة.