صدر حديثاً عن دار الأدهم للنشر والتوزيع في القاهرة، ديوان “إذا غلَّقَ الحبُّ أبوابه”، للشاعر والكاتب السوري سليمان منذر الأسعد، ويأتي الديوان في طبعته الأولى لعام 2025، ليقدم إضافة نوعية للمشهد الثقافي العربي.
الديوان، المقرر طرحه رسميًا خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، يتغلغل في تجربة شعرية عميقة ومشحونة بتوتر وجودي، تتقاطع فيها أسئلة الحنين، الفقد، والمآلات الصادمة للحب، في محاولة للكشف عن الذات الشاعرة وهي تواجه عوامل الزمن والموت وحقيقة المشاعر، ولا تكتفي القصائد بالرومانسية التقليدية، بقدر ما تصور الحب في مراحله النهائية، حيث يصبح مجرد “أحزان مؤجلة” و”مقتلك اللذيذ”.
يتنقل الأسعد في قصائده -التي تتوزع على سبعة أركان شعرية- بين الحكايات الشخصية (مثل “ليس سوى صوتها” و”مشقة البوح”)، والتأملات الفلسفية الأوسع (“رحلة في عُباب العمر”، و”موعد مع الموت”)، مستعرضاً الانشغالات الإنسانية التي تنبثق من تفاصيل العلاقة وتصل إلى حدود الانهيار النفسي والوجودي، كما في قصيدة “في الهزيع الأخير من الحب”.
يأتي أسلوب الشاعر جامعاً بين بلاغة اللغة وصدمة المعنى، مستخدماً صورة شعرية درامية قادرة على لمس القارئ مباشرة. ويتجنب الزخرفة المفرطة، لكنه يمنح النص قوة تأثيرية كبيرة عبر صور مثل “تشرق شمس الصقيع من الغرب حارقة”، و”تنمو القصيدة مثخنة بالركاكة”. هذا التناول يمنح القارئ مساحته الخاصة للتأمل في تفاصيل المشاعر المنهارة.
يُكرّس العمل الجديد حضور سليمان منذر الأسعد كأحد الأصوات الشعرية العربية التي تجمع بين الصدق الإنساني والوعي الحرفي، مستفيداً من خبرته الواسعة كصحفي عمل في عدّة وسائل إعلام دوليّة، وخبير في الكتابة الإبداعيّة والسلامة اللغويّة. كما أن توليه وظائف تنفيذيّة متعلّقة باستراتيجيّات المحتوى وإشرافه على مشروعات ثقافية وعروض مسرحية كبرى في الرياض وجدة وأبها والدمام، يمنح نصه عمقاً إضافياً، مما يجعل ديوانه الجديد دعوة لإعادة تعريف علاقتنا بمفهوم الحب والنهايات.
