حذر رئيس أركان الجيش الفرنسي فابيان ماندون من نشوب حرب محتملة في أوروبا خلال السنوات الأربع المقبلة، وشدد على أن القوات المسلحة لبلاده يجب أن تكون مستعدة لها.
وقال ماندون في كلمة خلال مؤتمر لرؤساء بلديات فرنسا الثلاثاء الماضي: “من الضروري أن تستعيد البلاد قوتها المعنوية لتقبل فكرة أننا سنعاني من أجل حماية هويتنا، وأن تكون مستعدة لقبول فقدان أبنائها”.
وقال الجنرال ماندون في مقابلة أمس السبت بخصوص تصريحاته: “أتفهم قلق البعض، لكن هدف هذه المداخلة كان التحذير والاستعداد. الوضع يتدهور بسرعة، وبدا لي من المهم مشاركة هذا التقييم مع رؤساء البلديات”، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.
وذكر ماندون أن “تحليل الخطر الذي تمثله روسيا أمر يشترك فيه جميع حلفائنا في أوروبا”، و”تم ترسيخه في وثيقة”، في إشارة إلى وثيقة المراجعة الاستراتيجية الوطنية لعام 2025، وهي خارطة طريق للحكومات، تؤكد أن على فرنسا “الاستعداد لاحتمال انخراط كبير وكثيف بجوار أوروبا بحلول 2027-2030، تزامنًا مع زيادة هائلة في الهجمات الهجينة على أراضيها”.
وقال ماندون: “لدي ثقة كبيرة ببلدنا وجيوشنا، إنها مستعدة وتعرف كيف تحمي فرنسا”.
وأفاد ماندون: “العديد من الدول الأوروبية المجاورة تعيد العمل بالخدمة الوطنية، هذا أحد العناصر التي يجب مراعاتها في بلدنا”، في وقت تستعد فيه الحكومة لإعلان تطبيق خدمة عسكرية تطوعية.
وكان ماندون قد قال أيضا أمام البرلمان في أكتوبر الماضي إن على الجيش الفرنسي أن يكون مستعدًا “لصدمة خلال ثلاث أو أربع سنوات” في مواجهة روسيا التي قد تسعى “لمواصلة الحرب في قارتنا”، وذلك على غرار العديد من المسؤولين الأوروبيين، ولاسيما الألمان والدنماركيين.
من جانبه، أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت، خلال مؤتمر صحفي في قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، أن رئيس الأركان يحظى بثقته الكاملة، واعتبر أن كلامه تم تحويره بهدف “نشر الخوف”.
وأضاف: “يجب أن تظل فرنسا أمة قوية، بجيش قوي، ولكن أيضا بقدرة على النهوض الجماعي. يجب إدراك هذه المخاطر الجيوسياسية والتكاتف”.




