اختتمت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بالشراكة مع وزارة التعليم، معارض المناطق التعليمية التي تمثل المرحلة الثانية من رحلة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2026″، بإجمالي 16 معرضًا نُظمت خلال الفترة الماضية.

ويُعد الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، الذي يمر بست مراحل أساسية، مسابقةً علميةً رائدةً تستهدف طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتسهم في تعزيز منظومة الابتكار والبحث العلمي عبر مشروعات تُقيَّم وفق معايير دقيقة لاختيار المتميزين للمراحل التنافسية الأعلى، بما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو مجتمع معرفي واقتصاد مزدهر.
وأقيمت أولى المعارض في مدينة جدة، فيما شهدت الرياض المعرض الختامي، وبينهما نُظمت بقية المعارض في الشرقية، والباحة، والحدود الشمالية، والقصيم، وتبوك، وجازان، وحائل، وعسير، ومكة المكرمة، ونجران، والطائف، والأحساء، والجوف بتنظيم مشترك بين “موهبة” وإدارات التعليم في تلك المناطق.
وشهدت معارض المناطق التعليمية مشاركة مئات الطلاب والطالبات بمشروعات بحثية وابتكارات علمية توزعت على عدد من المسارات الرئيسة، شملت ريادة الطاقة والصناعة، والبيئة المستدامة، وتوريد الاحتياجات الأساسية، واقتصاديات المستقبل، وصحة الإنسان، وغيرها من المشاريع التي جسّدت قدرات الطلبة الإبداعية وأبرزت مهاراتهم في مجالات العلوم والتقنية.
وتنتقل مشاريع الطلبة إلى المرحلة الثالثة من أولمبياد إبداع، التي تتضمن التحكيم الإلكتروني للمشاريع من قبل نخبة من الأكاديميين والمختصين، وفق معايير علمية دقيقة، يتبعها إعلان أسماء المرشحين للمشاركة في المعارض المركزية، ورفع نماذج مشاريع “إبداع” على الموقع الإلكتروني.

وأوضح مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار بمؤسسة موهبة المهندس أنس الحنيحن أن كل مشروع في هذه المرحلة يخضع لتحكيم مستقل من ثلاثة محكّمين أكاديميين من مختلف مناطق المملكة، وفق معايير محددة تشمل الأصالة، والمنهجية العلمية، والنتائج، وغيرها من العناصر التقييمية، وذلك عبر النظام الإلكتروني دون أي تواصل مباشر بين المحكّمين والطلبة.
وأكّد أن “موهبة” استحدثت هذا العام مرحلة جديدة مكملة للتحكيم الإلكتروني، وهي مرحلة “المقابلات الإلكترونية”، حيث تُجرى مقابلات عن بُعد تجمع الطلبة المرشحين بلجنة التحكيم، بهدف الاستماع إلى عرض موجز للمشروع والإجابة عن استفسارات اللجنة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز موثوقية العمل وفهم الجوانب التي قد لا تظهر بالكامل في التقييم المكتوب، ليتم بعد ذلك اختيار الطلبة المرشحين للمشاركة في المعارض المركزية والورش التدريبية ضمن المرحلة الرابعة من أولمبياد “إبداع”.
وكانت المرحلة الأولى من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2026” قد شهدت مشاركة قياسية غير مسبوقة في التسجيل، بلغت 357,708 طلاب وطالبات من 10,407 مدارس في مختلف مناطق المملكة، للتنافس في رحلة علمية تمتد لتسعة أشهر من التدريب والتأهيل والبحث العلمي، وصولًا إلى المعارض المركزية التي تمهّد للتأهل إلى المرحلة النهائية لمعرض “إبداع للعلوم والهندسة”، ومنه إلى المشاركة الدولية في معرض “آيسف 2026” وغيرها من المسابقات الدولية.
وأظهرت الإحصاءات التفصيلية لمؤسسة “موهبة” مشاركة واسعة من طلاب وطالبات جميع المراحل الدراسية، حيث بلغ عدد المسجلين في الصف الأول المتوسط 45,885 طالبًا وطالبة، وفي الصف الثاني المتوسط 47,415، والصف الثالث المتوسط 53,589، فيما بلغ عدد المسجلين في الصف الأول الثانوي 75,457، والصف الثاني الثانوي 68,416، والصف الثالث الثانوي 66,946، ليصل إجمالي عدد الطالبات المسجلات إلى 213,801 طالبة، وعدد الطلاب إلى 143,907 طلاب.
وعلى مستوى المناطق التعليمية، تصدّرت منطقة الرياض بعدد 80,649 مسجلًا، تلتها منطقة مكة المكرمة بـ60,766، ثم منطقة عسير بـ35,335، والمنطقة الشرقية بـ30,034، ومنطقة جازان بـ31,030، والمدينة المنورة بـ29,057، والقصيم بـ21,570، فيما توزّعت بقية المشاركات على جميع المناطق التعليمية في المملكة.
وأكّدت “موهبة” أن هذه الأرقام القياسية تعكس وعي المجتمع السعودي بأهمية الاستثمار في العقول، وتجسد الثقة المتنامية في برامجها الوطنية، وتبرز الشراكة الراسخة مع وزارة التعليم في بناء جيل مبدع قادر على المنافسة عالميًا، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.




