انطلقت اليوم، فعاليات “ملتقى الأكاديمية المالية 2025” بنسخته الرابعة، في مركز المؤتمرات بمركز الملك عبدالله المالي (كافد) بالرياض، تحت رعاية معالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية ورئيس مجلس أمناء الأكاديمية المالية الأستاذ محمد بن عبدالله القويز، وبمشاركة نخبة من القيادات التنفيذية وصنّاع القرار والخبراء المحليين والدوليين في مجالات المال والأعمال.

وأكد معالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية ورئيس مجلس أمناء الأكاديمية المالية الأستاذ محمد بن عبدالله القويز، أن الملتقى الذي يأتي تحت شعار “نبتكر لنمكِّن” وهو شعارٌ لا يُجسّد مجرد طموح، بل يُعبّر عن التزامٍ وطنيٍ عميق تجاه صناعة مستقبل أكثر تمكّنًا وابتكارًا في قطاعنا المالي.
وقال: “نقف اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية فارقة، حيث تشهد مملكتنا تحولًا اقتصاديًا كبيرًا، يتجذر في دعائم مستقبل أكثر ازدهار، ولقد تجاوزت المملكة مرحلة الاعتماد الأحادي على النفط، لتبدأ فصلًا جديدًا من التنوع والاستدامة، فاليوم تتحدث الأرقام عن نفسها، إذ تجاوزت مساهمة القطاع غير النفطي 50% من الناتج المحلي، وهو ما يعكس مرونته وقدرته على النمو، وطموحاتنا لنمو هذا القطاع أكثر في المستقبل.
وأضاف معاليه، أن هذا الزخم الاقتصادي الكبير والتوسع في مختلف القطاعات النوعية، يحتم علينا بناء وتطوير الكوادر البشرية الوطنية، فالاعتماد لم يعد على الموارد الطبيعية فحسب، بل على رأس المال البشري المبدع والممكَّن.

وأوضح القويز، أن الأكاديمية المالية تتجلى بدورها الحيوي، ليس فقط مؤسسة تدريبية، بل بصفته محرّكًا لتمكين الكفاءات الوطنية، ومسرّع لتوطين المهارات المتقدمة، وركيزة لخلق بيئة معرفية تقود الممارسات العالمية بما يخدم التطلعات المستقبلية، فمنذ تأسيسها عام 2020، لم تكن الأكاديمية تسير على خطى ثابتة فحسب، بل كانت ترفع سقف الطموحات عامًا بعد عام، حيث تجاوز عدد المستفيدين من برامجها أكثر من 120,000 متدرب ومتدربة من أكثر من 700 جهة ومؤسسة مالية، كما تجاوز عدد الحاصلين على الشهادات المهنية المقدّمة من الأكاديمية 200,000 مستفيد، وامتد نطاقها الجغرافي ليشمل أكثر من 10 مدن داخل المملكة وخارجها.
وأفاد أن الأكاديمية حرصت على تعزيز التنوع في منظومة التدريب من خلال التعاون مع أكثر من 50 جهة تدريبية رائدة داخل المملكة وخارجها، مع أولوية لتعزيز دور الكفاءات الوطنية؛ إذ بلغت نسبة المدربين السعوديين قرابة 50%، دعمًا لإستراتيجيتها في تطوير القدرات البشرية وتعزيز المحتوى المحلي في القطاع المالي.
وفيما يتعلق بالتحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع المالي من ثورة في الذكاء الاصطناعي والتمويل المستدام والتقنية المالية (FinTech)، أشار معاليه، إلى أن الأكاديمية طورت هذا العام برامج نوعية جديدة تواكب احتياجات القطاع وتضمن جاهزية رأس المال البشري للمستقبل الرقمي والاقتصاد العالمي، ولم يقتصر دور الأكاديمية على التدريب فحسب، بل امتد إلى بناء بيئة معرفية تسهم في صياغة توجهات القطاع من خلال الدراسات المتخصصة وتوثيق أفضل الممارسات.
وقال: “في هذا الإطار، أصدرت الأكاديمية حتى الآن 8 تقارير متخصصة في مجال تطوير الكفاءات الوطنية وبناء المهارات المستقبلية، تجاوز عدد زياراتها ومشاهداتها حاجز (2.8) مليون زيارة، واليوم، تطلق الأكاديمية تقريرًا نوعيًا جديدًا بعنوان “التعاقب الوظيفي في القطاع المالي – القيادة واستدامة الأعمال” ليكون أداة تدعم المؤسسات في ضمان استمرارية القيادة في بيئة سريعة التغير وتواجه تحديات متجددة.
ونوه أن الملتقى هذا العام يركّز على أربعة محاور رئيسية تمثل صميم التحول المالي القادم، في تعزيز مرونة المنظمات من خلال جعل الابتكار أداة إستراتيجية للاستجابة السريعة للمتغيرات وبناء ثقافة مؤسسية مرنة، وتطوير نماذج القيادة العليا القادرة على تحويل الرؤية إلى واقع وصناعة القرار المتوازن بين الحكمة والسرعة، وبناء كفاءات وطنية قيادية على أسس تنموية مستدامة تجمع بين الممارسات العالمية والتكيّف المحلي المتوافق مع مستهدفاتنا الوطنية، ومواءمة رأس المال البشري مع عصر الذكاء الاصطناعي من خلال إستراتيجيات استباقية وأدوات تحليل ذكية تؤهل كوادرنا للريادة في بيئة رقمية متكاملة.

وعدّ معالي القويز “ملتقى الأكاديمية المالية 2025″، دعوة للعمل وبناء ثقافة الابتكار وتفعيل فكر التمكّن، مبينًا أن رحلتنا نحو رؤية المملكة 2030 هي رحلة تمكين وابتكار وتنمية مستدامة، ترسخ مكانة المملكة في الصدارة، وتؤهل قيادات وطنية قادرة على الاستجابة للتحولات وصناعة القرار الواعي.