تختلف وجهات النظر التي تمسُّ حياة الإنسان حول العلوم، بحسب درجة معرفتنا بهذه العلوم، وممّا لا يخفى على كثير منا صلة الإنسان المعاصر الوثيقة بالأمور الطبيّة، ومن هذه الأمور وأكثرها شيوعاً الأشعّة الطبية.. وفي ظل التطورات العلمية المتسارعة في مجال الطب، تبرز الحاجة إلى توعية المجتمع بمختلف جوانب الرعاية الصحية، ومن أهمها التعامل مع الأشعة الطبية وكما يطلق عليها “عين الطب”، من هذا المنطلق جاء كتاب (التوعية المجتمعية بالأشعة الطبية) للمؤلف عبدالله بن يوسف العثمان.
ويُقدم كتاب (التوعية المجتمعية بالأشعة الطبية) نظرة شاملة على الأشعة الطبية، بدءًا من تاريخها وفوائدها ومخاطرها، وصولاً إلى طرق استخدامها وأنواعها، مرورًا بأهميتها في التشخيص والعلاج والتوعية المجتمعية في التعامل معها والاستفادة منها، وتعليمات تحضيرات المرضى لفحوصات الأشعة الطبية.
يُخاطب المؤلف عبدالله بن يوسف العثمان من خلال الكتاب جميع أفراد المجتمع، من عامة الناس إلى المختصين في المجال الطبي، ويقدم محتوى غنيًا بالمعلومات، ونظرًا لقلّة الوعي المجتمعي بخصائص الأشعة الطبية وأثرها، قد يُؤدي ذلك إلى مخاطر صحية جسيمة إذا لم يتمّ استخدامها بشكل صحيح. لذلك فإنّ نشر ثقافة الاستخدام والوعي حول الأشعة الطبية يُعدّ مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع، بدءًا من المؤسسات الصحية والجهات ذات العلاقة ووصولاً إلى أفراد المجتمع.
ويعمل الكتاب على توعية الإنسان في السعودية بشكلٍ خاص والوطن العربي بشكل عام بضرورة الحرص وأخذ الحيطة عند التعامل معها، كما يستهدف في هذا الكتاب المجتمع بشكل عام والممارسين الصحيين من أطباء وأخصائيين تقنيين وفنيين، وغيرهم ممّن يعملون في مجال الأشعّة، والمهتمين في مجال علم الأشعّة، بزيادة الوعي العام حول الاستخدام الأمثل للأشعّة، وطرق الحدِّ من مخاطرها، ومعرفة خصائصها وتفرع استخداماتها في المجال الطبي، وإبعاد الفزع الذي قد يصل إلى الرعب لدى فئة من المجتمع عند ممارسة الإشعاع وإيصال المعلومات بطريقة علمية دقيقة مبسطة.
وإن أكـثر مـا يُعرف عن الأشعّة السينيّة أنـها طاقة ذات موجـات من الطيف الكهرومغناطيسي (The electromagnetic spectrum) لها قابلية اختراق الأجسام، والكشف عن باطنها مما لا يمكن ملاحظته بالتشخيص الطبي المعتاد، وتشكل هذه الخاصّيّة أبرز وظائفها، ولذلك فإنها تُستخدم في التشخيص الداخلي للأجسام، وعلى وجه الخصوص تُستخدم في تصوير العظام. وما زالت تعد أفضل اكتشاف طبي خدم الإنسانية منذ القرن الماضي، وكما يطلق على علم الأشعّة «عين الطب»، فيكمن الهدف من الاستخدام الأمثل للأشعّة زيادة الفائدة وتقليل المخاطر مما يؤدي إلى المحافظة على الصحة.
وقد ظهرت أهميّة التوعية والتثقيف الصحي للمجتمع حول كيفيّة الوقاية من الأمراض والمحافظة على الصحة؛ نتيجة إلى تنوّع الأمراض المنتشرة لدى بني البشر بين الأمراض البسيطة والأمراض المزمنة، ويرتبط بعضها بسلوكيات الإنسان الخاطئة في حياته؛ فالصحّة هي عبارة عن تحقيق التكامل البدني والنفسي والعقلي والاجتماعي والروحي، وبالتالي يحتاج الإنسان إلى التوعية حول كيفيّة تحقيق هذا التكامل والعيش بسعادة مما يساهم في تحقيق مفهوم جودة الحياة الذي يعدّ أحد مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، لذلك تم اللجوء إلى التوعية الصحيّة ليصبح المجتمع «مجتمعاً حيويّاً» فيحقق ركيزة من ركائز الرؤية.
وتطرّق المؤلف في هذا الكتاب عبر فصوله السبعة إلى ذكر: تفصيل حول الإشعاع ومصادره في الفصل الأول، أما الفصل الثاني يتحدث عن فوائد الأشعة الطبية ويبين الفصل الثالث مخاطر الأشعة الطبية، أما الفصل الرابع يتحدث عن تحضيرات فحوصات الأشعة، ثم يقدم الفصل الخامس التوعية المجتمعية في ممارسة الأشعة الطبية، ويوضح الفصل السادس دور المملكة في الحماية من الإشعاع، وخصص الفصل السابع للحديث عن ارتباط التوعية المجتمعية مع مفهوم جودة الحياة.
المؤلف عن المؤلف عبدالله بن يوسف بن أحمد العثمان:
سعودي من مواليد 1989م، حاصل على درجة الماجستير في تخصص علوم أشعة وتصوير طبي مع مرتبة الشرف بجامعة الفيصل بالرياض، كما حاصل على درجة البكالوريوس في تخصص العلوم الإشعاعية مع مرتبة الشرف بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، وعمل أخصائي أول/ أشعة، ولديه خبرة في العمل بالمجال الصحي 14 عاماً.
وهو حاصل على رخصة مسؤول الحماية من الإشعاع في ممارسة التشخيص الطبي منذ عام 2017م، وعضو مجلس شباب المنطقة الشرقية بإمارة المنطقة الشرقية، وكاتب رأي في عدة صحف سعودية منها اليوم والرياض والجزيرة.
عمل في مستشفى بروكير الرعاية بالخبر، ومستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، ومستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وتقلد العديد من المناصب، منها: مشرف وحدة الحماية الإشعاعية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، ومحاضر متعاون، قسم العلوم الإشعاعية بكلية العلوم الطبية التطبيقية، ومشرف التدريب والتطوير بقسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، ومشرف الجودة والسلامة بقسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، ومرشد أبحاث علمية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
ومن أهم الإنجازات والإسهامات أنه كان أول سعودي يحصل على رخصة مسؤول الحماية من الإشعاع في التشخيص الطبي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، وساهم في حصول مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر على ترخيص ممارسة التشخيص الطبي من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، كما ساهم في حصول مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر على الاعتماد من المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية، وساهم في حصول مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر على الاعتماد من اللجنة الدولية المشتركة، وساهم في حصول قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر على الاعتماد من الكلية الأمريكية للأشعة، ونشر العديد من الأوراق العلمية البحثية في مجلات علمية مُحكمة، وشارك كمتحدث بعرض أوراق علمية في مجال علم الأشعة في مؤتمرات عالمية ومحلية.