شارك معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمس في جلسة حوارية بعنوان “الإصلاح من أجل تحقيق الأثر”, وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في دورتها الثمانين بمدينة نيويورك.
وأوضح معاليه خلال الجلسة أن إغلاق العديد من المشاريع الإنسانية أمر محبط للمجتمع الإنساني؛ ذلك أنه ترك ملايين المحتاجين دون دعم، فضلًا عما تسبب فيه من اضطرار عدد كبير من العاملين في المجال الإنساني إلى ترك مناصبهم نتيجة التحديات المتزايدة والهشاشة التي باتت تُعانيها المنظومة الإنسانية.
وقال: “في مقابل هذه التحديات تبرز فرص فريدة لإعادة تصوّر رؤيتنا وتشكيلها لصالح الإنسان، ونأمل من خلال مبادرة الأمم المتحدة 80 أن نتمكن من إصلاح النظام الإنساني بما يُسهم في استعادة الثقة والدافعية والكرامة، سواء لدى من هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم، أم أولئك الذين يكرّسون جهودهم بلا كلل لخدمتهم”.
وأكّد معاليه أنه من المهم أن يتجاوز هذا الإصلاح المستوى التنفيذي ليشمل المساءلة والشفافية والشمول، لا سيما أن المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة تعدّ الذكرى الثمانين للأمم المتحدة فرصة لتجديد الالتزام الجماعي وتعزيز الإصلاح المستدام، لكن الأهم هو أن العمل معًا على ضمان كفاءة عمل النظام ومواءمته مع أولويات التنمية والاستفادة من الخبرات المؤسسية، وضمان التمثيل الجغرافي العادل على كافة المستويات.
وأفاد أن تعزيز أثر هذه الإصلاحات أمر بالغ الأهمية لتحسين نتائج العمل من خلال سياسات تنفيذ أكثر فاعلية تضمن وجود نظام قادر على تلبية المتطلبات وملاءمة الاحتياجات، وقال: “لأننا نؤمن بأهمية إشراك القيادات المحلية وغيرها في الأعمال الإغاثية فسنواصل تعزيز هذه الشراكات لتلبي جهودنا الإنسانية احتياجات المجتمعات المتضررة”.
وبين معاليه أن أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة شملت “108” دول من خلال أكثر من “3.600” مشروع نُفذت بالتعاون مع أكثر من “328” شريكًا.
وفي ختام كلمته قال الدكتور عبدالله الربيعة: “إننا نؤمن أن التنسيق مسؤولية جماعية وأن العمل المشترك يسهم في تقليص الازدواجية وتحسين أثر المساعدات الإنسانية”، داعيًا إلى التعلم من الماضي لبناء مستقبل أفضل للجميع، مؤكدًا أن المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة ستواصل دورها الريادي في بناء منظومة عالمية للمساعدات الإنسانية تضمن للجميع فرصًا متساوية للعيش بسلام وأمن وكرامة.