شدد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة اليوم، على ضرورة عدم الاكتفاء بعقد قمة طارئة، بل اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطش للدماء التي أصيبت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلية.
وقال سموه في كلمته التي ألقاها بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي قادة ورؤساء وفود الدول العربية والإسلامية: “إن ما نجم وينجم عنها الإصرار على مواصلة حرب الإبادة والتهجير وتوسيع الاستيطان في فلسطين، والتدخل السافر في سيادة الدول العربية، والعدوان الغادر على بلدي الآمن صانع السلام، الذي كرس دبلوماسيته لحل الصراعات بالطرق السلمية ويلقى على ذلك التقدير والاحترام في كل مكان”.
وأضاف سموه “لقد تعرضت الدوحة التي تنعقد فيها هذه القمة إلى اعتداء غادر اُستهدف خلاله حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية، وسقط جراء هذا العدوان ستة شهداء من ضمنهم مواطن قطري يخدم في قوات الأمن الداخلي، وأصيب ثمانية عشر شخصًا بجراح”، مشيرًا إلى أن العالم كله صدم، ليس لأن هذا العدوان انتهاك سافر وخطير لسيادة دولة، ودوس على المواثيق والأعراف الدولية فحسب، بل أيضًا بسبب الظروف الخاصة المحيطة بهذا العمل الإرهابي الجبان”.
وتابع سمو أمير قطر في كلمته أن بلاده التي تبعد آلاف الأميال عن المكان الذي انطلقت منه الطائرات المعتدية هي دولة وساطة، تبذل منذ عامين جهودًا مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف الحرب القاتلة المدمرة التي تشنّ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي تحولت منذ مدة إلى حرب إبادة، وقد أنجزت الوساطة فعلًا بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحرير (135) من الرهائن في مقابل هدنتين في عامي 2023 و2025 وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل واصلت الحرب.
وقال سموه: “إذا كان وقف الحرب هو ثمن تحرير رهائنه، فهو لا يريدهم”، مؤكدًا أن ما يريده فعلًا هو جعل غزة غير صالحة للعيش الإنساني تمهيدًا لتهجير سكانها، وإنه يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة أو الكبرى، ويستغل فرصة الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، والتضييق على السكان في الضفة الغربية ويخطط لعمليات ضم أجزاء منها”.
وأضاف: “تعتقد حكومة إسرائيل أنها تضع العرب أمام وقائع جاهزة في كل مرة، ثم تتبعها بوقائع جديدة فينسون الجاهزة، ويفاوضون على الجديد”.
وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أنها ديمقراطية محاطة بالأعداء، وهي في الحقيقة تبني نظام احتلال وفصل عنصري معاد لمحيطه وتشن حرب إبادة ارتكب خلالها من الجرائم ما لا يعرف الخطوط الحمراء؛ ويعلن رئيس حكومتها منذ أيام أنه منع قيام دولة فلسطينية، وأن دولة كهذه لن تقوم مستقبلًا، ويناصب السلطة الفلسطينية العداء، وهو يعارض الاتفاقيات التي نشأت هذه السلطة بموجبها.
وقال الأمير تميم بن حمد آل ثاني: “لو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة وعلى نفسها ما لا يحصى من المآسي، ولكنها لا ترفض السلام مع محيطها فحسب، بل تريد أن تفرض عليه إرادتها، وكل من يعترض على ذلك هو في دعايتها الكاذبة، التي لم يعد أحد يصدقها، إما إرهابي أو معاد للسامية، في حين تمارس حكومة المتطرفين في إسرائيل سياسات إرهابية وعنصرية في الوقت ذاته”.
وأكد في ختام كلمته أن بلاده عازمة على فعل كل ما يلزم، ويتيحه القانون الدولي للحفاظ على السيادة ومواجهة هذا العدوان الإسرائيلي.
أمير قطر يشدد على اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة حالة الجنون والغطرسة التي أصيبت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلية
