تصدرت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” التقرير التقييمي السابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “IPCC” التابعة للأمم المتحدة، وذلك باختيار أستاذين منها بصفة مؤلفين رئيسين في التقرير، الذي يُعد المرجع العلمي الأبرز لتوجيه العمل المناخي العالمي، وهما الأستاذ المشارك البروفيسور سامي الغامدي، والبروفيسور حسين حطيط، وذلك من بين (664) عالمًا يمثلون (111) دولة يساهمون في إعداد التقرير المقرر صدوره عام 2029م، الذي سيرسم ملامح العقد القادم من السياسات المناخية.
ويضع هذان التعيينان “كاوست” في مركز مرموق في مجال التقييم المناخي على مستوى العالم، ويسلطان الضوء على الدور المتزايد للجامعة في تطوير العلوم ذات الأثر العالمي، كما تُعد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) الجهة الأممية المسؤولة عن تقييم العلوم المتعلقة بتغير المناخ، إذ دأبت الهيئة منذ تأسيسها عام 1988م على إصدار تقييمات علمية دورية تُستخدم أساسًا لصياغة السياسات الدولية الخاصة بالمناخ، وتُنشر تقاريرها الشاملة كل (5-7) سنوات، كما تُعد حجر الزاوية في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ، إذ تساعد الحكومات والمجتمعات على فهم أخطار تغير المناخ ومسارات التكيف معها والتخفيف منها.
ويجري إعداد التقرير التقييمي السابع (AR7) من خلال ثلاثة فرق عمل: الأول (WGI) يرتكز على الأساس العلمي الفيزيائي، والثاني (WGII) ويرتكز على التأثيرات والتكيف والهشاشة البيئية، والثالث (WGIII) ويعتمد على التخفيف من تغير المناخ، ومن المقرر البدء في نشره عام 2028م على أن يكتمل إصدارها بالكامل عام 2029.
وعُيِّن البروفيسور سامي الغامدي، خبير “كاوست” في التنمية الحضرية المستدامة وصمود البنية التحتية والنظم البيئية، مؤلفًا رئيسًا للفصل الثامن (آسيا) ضمن أعمال الفريق الثاني؛ إذ يركز هذا الفصل على تقييم التأثيرات المتنوعة لتغير المناخ في قارة آسيا، بما يشمل مواطن الضعف والمخاطر، وإستراتيجيات التكيف، والتعامل مع الخسائر والأضرار.
كما عُيِّن البروفيسور حسين حطيط، الخبير البارز في “كاوست” في مجال هندسة موارد الطاقة وإدارة الكربون في الطبقات الجوفية، مؤلفًا رئيسًا للفصل الخامس عشر ضمن أعمال الفريق الثالث؛ إذ يتناول هذا الفصل الأبعاد التقنية والاقتصادية والبيئية لأساليب إزالة ثاني أكسيد الكربون، بما في ذلك جدواها ومخاطرها وقابليتها للتوسع ودورها المحتمل في تحقيق الحياد الصفري أو الانبعاثات السالبة.
وتُسهم خبرة حطيط في مجالات التمعدن المعزز، واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، وهندسة المكامن في دعم أحد أبرز المحاور العلمية المتعلقة بالتخفيف من آثار تغير المناخ.
ومن خلال مشاركتهما في إعداد التقرير التقييمي السابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، سيُسهم كل من الغامدي وحطيط في تقديم أدلة علمية رصينة توجه النقاشات الدولية وتصوغ السياسات المناخية المستقبلية، كما يؤكد هذا الاختيار دور “كاوست” كمركز رائد للأبحاث المتقدمة في مجالات المناخ والطاقة والاستدامة، ونقل الحلول من شواطئ البحر الأحمر إلى الساحة العالمية.
