منذ تأسيسه في عام 1974م شكّل الصندوق السعودي للتنمية مسيرة حافلة بالإنجازات التنموية في دعم المشروعات والبرامج الإنمائية الدولية، قدّم من خلالها دورًا رياديًا على مدى (51) عامًا في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للدول النامية حول العالم، في مختلف دول أفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وقدّم الصندوق عبر مسيرته أكثر من (22) مليار دولار من خلال تقديم القروض التنموية الميسّرة، لتمويل أكثر من (800) مشروع وبرنامج إنمائي في أكثر من (100) دولة نامية، إذ امتدت هذه المشروعات لدعم القطاعات التي من شأنها ملامسة حياة الإنسان بشكل مباشر، بدءًا من البنية الاجتماعية في التعليم والرعاية الصحية والمياه والتنمية الحضرية، مرورًا بقطاعات الطاقة والزراعة، وصولًا إلى النقل والمواصلات، والصناعة والتعدين، لتشكل ركائز أساسية في مسيرة التنمية المستدامة.
ووضع الصندوق السعودي للتنمية بصمة تنموية وإنسانية عميقة، في مختلف المشروعات والبرامج الإنمائية، منها مستشفى الملك فيصل في جمهورية رواندا الذي يموّله الصندوق بقيمة (30) مليون دولار، إذ نفّذ المستشفى إنجازات لأكثر من (300) عملية قسطرة قلبية معقدة، و(32) عملية زراعة كلى، وتُعد زراعة الكلى الأولى في رواندا، ليكون منارة طبية في أفريقيا، فضلًا عن تمويل (5) مراحل من مشروع بناء مختلف المدارس في جمهورية طاجيكستان بقيمة (95) مليون دولار التي فتحت أبواب العلم في أكثر من (75) مدرسة، نحو الإسهام في بناء القدرات والكفاءات لأجيال مستدامة، وتطوير وتحسين التعليم العام وتوفير الاحتياجات من الخدمات التعليمية لمواجهة الأعداد المتزايدة من الطلبة، كما يأتي المستشفى الجامعي لجامعة سبليس مريت الذي يموّله الصندوق بقيمة (36) مليون دولار في جمهورية إندونيسيا، دعمًا لما يتجاوز (100) ألف مستفيد سنويًا عبر خدمات صحية متطورة، ومراكز أبحاث طبية حديثة، وتدريب للكوادر الطبية، وطلاب وطالبات كليات الطب، إذ إنه يسهم مشروع سد مهمند للطاقة الكهرومائية في جمهورية باكستان الإسلامية، الذي يموّله الصندوق بقيمة 240 مليون دولار، في تعزيز إمدادات الطاقة والمياه المخصصة للزراعة والاستهلاك اليومي، والحماية من مخاطر الفيضانات في البلاد، وللسد أيضًا دور حيوي في تعزيز قدرة باكستان على إنتاج طاقة نظيفة ومتجددة، عبر زيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء لتوليد (800) ميجاوات، بالإضافة إلى تخزين قرابة (1.6) مليون متر مكعب من المياه لتوفير مصادر مائية مستدامة، مما يجعله عنصرًا مهمًا في مسيرة التنمية طويلة الأجل في باكستان.
ويسعى الصندوق السعودي للتنمية إلى تعزيز وبناء شراكاته التنموية مع مختلف المؤسسات الدولية والمنظمات الأممية، كما وقّع الصندوق خلال عام 2024م (17) اتفاقية قرض تنموي مع (13) دولة حول العالم، بقيمة إجمالية بلغت أكثر من (987.1) مليون دولار، لتمويل مشروعات ذات أولوية تسهم في دعم مسارات التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة المملكة ودورها الرائد في تقديم المساعدات التنموية.
