هياء الدكان – الرياض
اختتمت جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، بالشراكة مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وبالتعاون مع وزارة التعليم، برنامج “تمكين التعليم للطلاب ذوي الإعاقة”، الذي امتد على مدى ثلاثة أيام متتالية، وتضمن سلسلة من المحاضرات العلمية المتخصصة التي ركزت على أحدث الممارسات والاستراتيجيات الداعمة للدمج التعليمي وتكييف المناهج بما يواكب احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة.
افتتح البرنامج بمحاضرة بعنوان “التقويم العادل للطلاب ذوي الإعاقة”، قدمتها الدكتورة أروى أخضر، مشرف عموم الإدارة العامة لبرامج ذوي الإعاقة بوزارة التعليم، تناولت خلالها سبل تحقيق عدالة تعليمية تراعي الفروق الفردية بين الطلاب ذوي الإعاقة وتكفل لهم فرص تقييم متكافئة.
كما قدمت الدكتورة أبرار السلمان محاضرة بعنوان “التصميم الشامل للتعلم: نحو تمكين الوصول للجميع”، تناولت فيها مفهوم التصميم الشامل كمنهجية تعليمية حديثة تهدف إلى توفير فرص تعليمية متكافئة لجميع الطلاب.
وقدمت شرحًا تفصيليًا للمبادئ الرئيسية للتصميم الشامل للتعلم، كما أوضحت وسائل متعددة للمشاركة والتفاعل، مع عرض أمثلة تطبيقية لكيفية دمج هذه المبادئ داخل الفصول الدراسية، وطرحت حلولًا عملية تسهم في بناء بيئة تعليمية أكثر شمولًا وفاعلية مؤكدة على أهمية تشجيع التعاون والعمل الجماعي.
واختُتم البرنامج بمحاضرة الدكتورة أروى أخضر بعنوان “تكييف المناهج التعليمية للطلاب ذوي الإعاقة”، التي استعرضت خلالها الاستراتيجيات والممارسات الحديثة في مواءمة المناهج الدراسية لتلبية احتياجات هذه الفئة، بما يتيح لهم فرصًا تعليمية عادلة ومتساوية، ويسهم في تعزيز استقلاليتهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في العملية التعليمية.
ويأتي هذا البرنامج ضمن جهود الجمعية المستمرة لتعزيز الدمج التعليمي وتطوير بيئة تعليمية شاملة، حيث تؤكد الجمعية أن تمكين الطلاب ذوي الإعاقة يمثل استثمارًا حقيقيًا في طاقاتهم وقدراتهم، بما يسهم في إعداد جيل قادر على العطاء والمشاركة في مسيرة التنمية الوطنية.
وعبر السنين، ظلّت معلمات الجمعية مثالًا للإنسانية والعطاء، وقدمن ذلك من قلوبهن قبل خبراتهن، فحظين بحب أطفال الجمعية وارتبطت أسماؤهن بذكريات صادقة ومشاعر نقية.
فكل ابتسامة طفل، وكل تقدم يحققه، كان شاهدًا حيًا على ما تبذله المعلمات من جهد وتفانٍ وإيمان برسالتهن. إن تميزهن ليس في التعليم وحده، بل في قدرتهن على غرس الثقة وبناء علاقة إنسانية أصيلة مع أطفال الجمعية، علاقة قوامها الحب الصادق والرحمة والعمل الدؤوب، وهو ما يجعل أثرهن ممتدًا في القلوب قبل أن يكتب في السجلات.