رصد المرصد الإعلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي ارتفاعًا حادًا في عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، مسجلًا خلال الفترة من 19 إلى 25 أغسطس 2025 استشهاد (740) فلسطينيًا، بينهم (438) استشهدوا في الأسبوع الماضي، من بينهم (152) قضوا أثناء انتظارهم للمساعدات، إضافة إلى (2043) جريحًا.
ووفق بيانات المرصد، ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 25 أغسطس 2025 إلى (63,715) شهيدًا، وبلغ عدد الجرحى (166,963)، ما يعكس حجم الجرائم والانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفي تطور خطير للأوضاع الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة للمرة الأولى تفشي المجاعة في مدينة غزة، في بيان مشترك ضم منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ويأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي استهدف المدينة، شمل تدمير (450) منزلًا في حي الزيتون.
وفي إطار استهداف مقومات الحياة، قتلت قوات الاحتلال خمسة مزارعين شمال غرب خان يونس، وهدمت مخيمات للنازحين في دير البلح بعد إنذار بالإخلاء، ما أدى إلى تشريد نحو (200) عائلة، واستُهدفت مدرسة في مخيم الشاطئ.
وفي السياق ذاته، حذرت وكالة الأونروا من تفاقم أزمة سوء التغذية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن واحدًا من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية، وتضاعفت الحالات ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية.
وأكّدت الأونروا كذلك، استشهاد (360) موظفًا دوليًا منذ بدء العدوان، في مؤشر على الاستهداف المباشر للكوادر الأممية والإنسانية، ووثّقت المنظمة استهدافًا ممنهجًا للكوادر الطبية والإعلامية، وقصفت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما أسفر عن مقتل ستة صحفيين وطبيب وعدد من عناصر الدفاع المدني ونزلاء بالمجمع، ضمن ما وصفته المنظمة بـ”جريمة حرب مكتملة الأركان”، وبذلك ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال في غزة إلى (246) صحفيًا حتى 25 أغسطس 2025، وسط استمرار الحصار الإعلامي ومنع التغطية الدولية.
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، واصل الاحتلال الإسرائيلي سياسته التصعيدية، ووثّق المرصد مرور (57) عامًا على إحراق المسجد الأقصى، في ظل استمرار الانتهاكات بحقه التي بلغت (588) انتهاكًا منذ 7 أكتوبر 2023، وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومنعت المصلين من دخوله، واقتحمت عددًا من المساجد في مدن متفرقة، من بينها مسجد في نابلس.
وخلال الأسبوع الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال (170) فلسطينيًا، ونفذت (292) عملية اقتحام في مدن وقرى الضفة، شملت هدم منشآت سكنية وتجارية، وجرف أراضٍ زراعية، واقتلاع آلاف أشجار الزيتون، ومصادرة ممتلكات بينها آليات زراعية ومركبات وأموال نقدية، وهجّرت (17) عائلة من حي المشاهد بقرية أم طوبا في القدس المحتلة، بعد مصادرة الأراضي لصالح “الصندوق القومي اليهودي”.
وفي سياق الاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين، رصد المرصد الإعلامي (64) اعتداءً استهدف قرى الضفة الغربية، شملت عمليات رعي غير مشروع في الأراضي الزراعية، وتجريف أراضٍ، وإضرام النار، وقطع وسرقة أشجار ومعدات، والاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم، واستولى المستوطنون على بيوت متنقلة وأقاموا بؤرًا استيطانية جديدة، وتنفيذ عمليات حفر وشق طرق استيطانية في مناطق عدة بالضفة.
وصادقت سلطات الاحتلال على خطط استيطانية جديدة تشمل بناء (3401) وحدة سكنية استيطانية، ومستوطنة جديدة تشمل (342) وحدة سكنية ومبان عامة، وقامت بعمليات حفر وتجريف في أراضي قرية المغير على مدى ثلاثة أيام بهدف شق طريق استيطاني، ومصادرة أكثر من (20) ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في بلدتي دير بلوط وكفر الديك في سلفيت.
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة في الأسبوع الماضي فقط (3611) جريمة في مختلف المناطق الفلسطينية، في تصعيد مستمر يعكس طبيعة السياسات الاستيطانية والعقابية التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
