تمكّن الاتحاد السعودي لكرة القدم من تحقيق واحد من أهم أهدافه التي تضمنتها إستراتيجيته لتطوير كرة القدم السعودية، والمعنية بتطوير المنافسات المحلية للفئات السنية “الشباب – الناشئين”، بعد القرارات التي اتخذها قبيل انطلاق مسابقات الموسم الفائت 2024 – 2025، المتمثلة في زيادة عدد المباريات في الدوريات المحلية بمختلف درجاتها “الممتازة – الدرجة الأولى – الدرجة الثانية”؛ مما أسهم في مشاركة لاعبين أكثر في عددٍ أكبر من المباريات، الأمر الذي زاد فرص صقل مهارات وخبرات أولئك اللاعبين، وبما يضمن إعداد جيل جديد قادر على تمثيل المنتخبات الوطنية إقليميًّا وقاريًّا وعالميًّا.
جهود اتحاد كرة القدم في هذا الصدد أثمرت عن جملة من المنجزات لمنتخبات الفئات السنية، وذلك عندما تمكن المنتخب الوطني تحت 20 عامًا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2025 بعد إنجازه الآسيوي بالتأهل إلى النهائي القاري، وعلى خطاه سار المنتخب الوطني تحت 17 عامًا، الذي تأهل هو الآخر إلى النهائي الآسيوي، ومنه إلى نهائيات كأس العالم للناشئين “قطر 2025” لأول مرة منذ عام 1989، وليكون تأهلهما لمونديالين في ذات العام حدثًا تاريخيًّا لكرة القدم السعودية، إذ لم يسبق لهذا المنجز أن تحقق من قبل؛ مما يجعل ذلك مؤشرًا فعليًّا باتجاه الخطوات المتخذة في سبيل تحقيق خطط الاتحاد الرامية لتطوير كرة القدم السعودية.
وتعكس العديد من الأرقام المحققة ماهية وحجم التطور الذي شهدته مسابقات الفئات السنية خلال موسم 2024 – 2025، إذ شهدت معظم دوريات فئات الشباب والناشئين مشاركة 18 فريقًا؛ مما مكّن من لعب 306 مباريات في المتوسط بكل مسابقة، فيما تراوح عدد الأهداف المسجلة في كل مسابقة من 878 – 1023 هدفًا.
وجاء عدد المباريات في كل مسابقة ليمنح الفرصة للكثير من اللاعبين للمشاركة، إذ شهد الدوري الممتاز تحت 18 عامًا مشاركة 724 لاعبًا، بينما شهد الدوري الممتاز تحت 17 عامًا مشاركة 785 لاعبًا، في حين شهد الدوري الممتاز تحت 16 عامًا مشاركة 631 لاعبًا، وشارك في الدوري الممتاز تحت 15 عامًا 632 لاعبًا.
وكان نتاج العدد الكبير من المباريات التي لعبت في مسابقات الفئات السنية إيجابيًّا جدًّا، إذ تمخّض عن اكتشاف العديد من المواهب، لا سيما على صعيد موهبة “التهديف”، إلى جانب اكتسابهم مع موهبتهم فرصًا فعلية لصقل مهاراتهم، نتيجة كثرة التجارب وكسب الثقة، على غرار لاعب المنتخب الوطني تحت 17 عامًا عبدالرحمن سفياني الذي سجّل رقمًا قياسيًّا على مستوى الأهداف في الدوري الممتاز تحت 17 عامًا، بتسجيله 45 هدفًا مع فريقه أكاديمية مهد، ومثله لاعب النادي الأهلي عدنان البشري المتوّج هدافًا للدوري الممتاز تحت 18 عامًا برصيد 26 هدفًا، وزميلهما لاعب التعاون يوسف السالم الذي نال لقب هداف الدوري الممتاز تحت 16 عامًا برصيد 28 هدفًا، وبذات الامتياز حقق لاعب الفتح فارس بوشقراء هداف الدوري الممتاز تحت 15 عامًا برصيد 37 هدفًا، الأمر الذي يجعل هذه الإحصاءات وغيرها في مسابقات الفئات السنية، بشرى ومؤشرات إيجابية نحو مستقبل أفضل لمواهب كرة القدم السعودية، لا سيما في ظل الاستحقاقات القارية والدولية التي تنتظر المنتخبات الوطنية خلال الفترة القادمة، التي ستكون خير إعداد لجيل جديد من اللاعبين سيقود الكرة السعودية في المستقبل.