شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الدكتور عبدالله الفوزان، في ندوة “المثاقفة في الحج”، التي نظمها مختبر الحوار الخليجي ضمن منتدى الطاولة المستديرة “3” بالشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد الفوزان أن الحج أكبر تجمع بشري، يجمع ملايين من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم بهدف تأدية مناسك الحج، وقال:”المثاقفة تعني المشاركة والتبادل بين أطراف وجهات متعددة، وينطلق من فهم متوازن لطبيعة العلاقات بين الثقافات ومنجزات الشعوب، وتعني التعارف بين المسلمين من ثقافات متنوعة وتبادل الخبرات والمعارف والتجارب”.
وأشار إلى أن الحج مؤتمر سنوي عالمي فريد، ومنظومة ثقافية متنوعة وشاملة، وملتقى لعصارة الفكر الإنساني من جميع الأجناس والأعراق والثقافات العالمية، وهو تجمُّع مهيب يشكِّل فرصة حيوية للتعارف والتواصل، والتقارب، الثقافي على جميع الأصعدة، ويتجلَّى في موسم الحج احترام للتنوع الثقافي وضمان للتواصل الحضاري والتعاون بين المجتمعات الإسلامية، وشعيرة الحج، ممارسة ثقافية دينية، تقوم على بناء المشتركات الثقافية والحضارية والإنسانية للأمة الإسلامية على اختلاف شعوبها، من خلال إقامة جسور التواصل الإنساني, وتعزيز التعاون بين هذه الشعوب، لنشر القيم الإنسانية العابرة للخصوصيات الثقافية والحضارية، بناء على البنى القيمية الكونية، التي تنمي في المسلم الشعور بعالمية الإسلام.
وبين الفوزان أن من صور المثاقفة في الحج أدبُ الرحلات وكان العلماء والمفكرون المسلمون يصوِّرون أثناء رحلاتهم إلى الأماكن المقدسة مايشاهدونه من عادات الشعوب وتقاليدهم وخصائصهم الثقافية وأنماطهم الاجتماعية ويدونون ذلك في قراطيس.