وسط ظروف وتحديات استثنائية، تشهدها منطقة الشرق الأوسط، انطلقت اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب، وممثلين لعدد من الهيئات والمنظمات الدولية.
وسلمت البحرين للعراق رئاسة الدورة الـ34 للقمة العربية.
وفي كلمة المملكة أمام القمة، شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير على رفض المملكة أي مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني، ورفض أي حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالشأن السوري قال الجبير: “نرفض الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية”.
واعتبر الجبير أن رفع العقوبات عن سوريا “يمثل فرصة عظيمة لبناء التعافي الوطني، ودعم جهود التنمية، وإعادة الإعمار والازدهار”، مؤكدًا أهمية الوقوف إلى جانب الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية.
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني قال: “ندعم جهود لبنان لحصر السلاح بيد الدولة”.
وعن السودان قال: “المملكة تؤكد أهمية مواصلة الحوار بين أطراف النزاع في السودان وصولاً إلى وقف كامل لإطلاق النار” .
وفي كلمة البحرين قال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني قبيل تسليم الرئاسة للعراق إن بلاده تدعم “خطة التعافي المبكر لإعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات”.
كما عبّر الزياني عن ترحيبه “بخطوة رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا”.
وشدد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على أن بلادهما ترفض سياسات الإملاءات والتدخلات الخارجية بما يمس بمصالح وسيادة وأمن الدول العربية.
وأوضحا أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعمليات إبادة جماعية ممنهجة، تهدف لتصفية الوجود الفلسطيني من أراضيه، مؤكدين دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض جميع محاولات التهجير تحت أي مسمى.
ودانا استمرار الانتهاكات المتكررة لسيادة لبنان، ورحبا برفع العقوبات عن سوريا، وأكدا وقوف العراق بجانب اليمن ووحدته.
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “نأمل تفعيل كل الجهود لضمان حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته”.
كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى وقف دوامة العنف وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، وقال: “يجب مضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات على غزة. إسبانيا ستبذل كل ما في وسعها خلال اجتماع مجموعة مدريد لوقف الحرب على غزة وبناء سلام دائم”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن بلاده تواجه انتهاكات إسرائيلية يومية، مشيرًا إلى أن لبنان فتح صفحة جديدة، تقوم على امتلاك قرار الحرب والسلم.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني خلال كلمته في القمة العربية رفض أي محاولة لاقتطاع أجزاء من الأراضي السورية.
كما دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي خلال كلمته في القمة العربية إلى تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية نظرًا إلى انتهاكاتها المتواصلة.
وأبدى رفض اليمن لأي تهجير أو ترحيل للشعب الفلسطيني من أرضه.
وصرّح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمته بأن “القضية الفلسطينية هي اختبار لوحدة الصف العربي في الوقت الراهن”، وأوضح أن “رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة على طريق استعادة الأمن والاستقرار للسوريين”.
كما بيّن رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان أن تداعيات “الحرب الوحشية” على غزة “ستستمر لسنوات طويلة”، وانها انتهكت كافة الأعراف والقوانين الإنسانية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يقدم أوضح نموذج للصمود والتصدي، ودعا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية لضمان مستقبل آمن ومستقر للمنطقة.
من جانبه دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل بهدف تحقيق السلام الدائم.
واعتبر السيسي أن “قمة بغداد تنعقد وسط ظروف معقدة وغير مسبوقة، تتطلب وقفة موحدة حفاظًا على أمن أوطاننا”.
وشدد على أن “إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف”.
ولفت إلى أن “إسرائيل تريد تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة”، وأن “آلة الحرب الإسرائيلية تتخذ من التجويع والحرب والتدمير سلاحًا، في تحد صارخ للقوانين الدولية”.




