أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم يعد مطلبًا عربيًا فقط، بل أصبح مطلبًا عالميًا، محذرًا من أن شرارات الحرب الموسعة تلوح في الأفق.
وقال أبو الغيط، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة (162) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، التي عُقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم: إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ترويج الأكاذيب حول محور فيلادلفيا، مشيرًا إلى أن موقف مصر، المدعوم عربيًا، يرفض إعادة فرض الاحتلال على غزة ورفض اقتطاع أجزاء منها.
وأضاف أن القوى الكبرى إما لا ترغب في الضغط على الاحتلال، أو عاجزة عن إيقاف “الوحشية” التي يمارسها، موضحًا أن الاحتلال لا يهدف فقط إلى الانتقام، بل يتطلع إلى تصفية القضية الفلسطينية وضم الأراضي والتطهير العِرقي والتهجير.
وشدد على أن الجهود العربية ستستمر في التصدي لهذه المخططات، من خلال فضحها عالميًا ودعم صمود الفلسطينيين، محذرًا من المرحلة الحاسمة التي تمر بها الأمة العربية، مؤكدًا أن تجاوز الأزمات يتطلب التضامن والتآزر والعمل المشترك.
ولفت الانتباه إلى أن السودان يعيش أزمة خانقة، زادتها كارثة الفيضانات سوءًا، داعيًا إلى تكاتف الجميع لدعم السودان في محنته.
وبشأن ليبيا، دعا الأمين العام للجامعة العربية الأطراف إلى الحوار البناء تحت مظلة الجامعة العربية تمهيدًا لإجراء الانتخابات المنتظرة.
من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، رئيس الدورة الحالية للمجلس، شائع محسن الزنداني، في كلمة مماثلة: إن اجتماع اليوم يمثل فرصة جديدة للمبادرة والتوافق على السياسات التي تعظم من المصالح العربية، استشعارًا بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق العمل العربي المشترك لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ولفت الانتباه إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا يزال يتعرض لأبشع الجرائم، معربًا عن تطلعه بأن تسفر الدورة الوزارية الحالية لمجلس الجامعة العربية عن إقرار خطة موحدة للضغط على الاحتلال إسرائيلي لوقف جرائمها، داعيًا في هذا الصدد إلى تكثيف جهود وقف إطلاق النار.
وشدد على أن التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة العربية وغيرها تتطلب ضرورة العمل على تعزيز أساليب العمل المشترك، وبلورة رؤية موحدة تقدر حجم المخاطر الأمنية والاجتماعية وتستند إلى إرادة فعلية لتحقيق التكامل العربي والتنمية المستدامة الشاملة.
من جانبه، دعا وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، رئيس الدورة السابقة للمجلس، محمد سالم ولد مرزوك، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها السافر على قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
وأشار إلى أنه لا بديل عن الحل السياسي المستدام الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضوية فلسطين كدولة كاملة السيادة في الأمم المتحدة.
وفي ذات السياق حَذّرَ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، من محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير هوية القدس والوضعية في المسجد الأقصى وخاصة دخول المتطرفين الإسرائيليين إلى الحرم القدسي، مشيرًا إلى أن العقاب الجماعي منتشر في قطاع غزة ووصل إلى الضفة الغربية.
ودعا إلى الاتحاد بشكل أكبر سواء كدول إسلامية أو دول أعضاء في الأمم المتحدة، معربا عن رغبة تركيا في تعزيز التعاون مع العالم العربي، والعمل معًا لتعزيز التعاون في المنطقة وتحقيق الاستقرار، وتعزيز الشراكة مع جامعة الدول العربية.