احتاج الإنسان إلى الأدب كي يبوح عما في نجواه ويفشي عما في هاجسه، إذ لا تخلو إبداعاته منتأثيرات بيئته وهموم زمنه، كما أنه يُمتِع الآخرين ويأخذهم إلى كيانات موازية أثْراها خيالُه؛ حتى أصبح للأدب فنوناً وأدواتٍ وروّاداً، إضافةً إلى أنه غدا مَبعَـثاً لنهوض المجتمع الإنساني المتحضر باعتباره فنّاً تعبيريّاً لا فكاك عنه.
ولذلك انتعش الأدب الرصين في المملكة واستكمل دورَ الأدب العربي الكبير، بإصداراتٍ ومنتجات بديعة، خطّتها أقلامُ رموزٍ وقامات مؤثرة وملهمة، ليثمر ذلك عن مسيرة سعودية أدبية حافلةٍ بالإبداع، مما ألزم “مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية” بتخصيص جائزةٍ تُعنى بالأدب ضمن فروع جوائزها، تقديراً للمساهمين في جماليات هذا الفنالأخّاذ، وتسليطاً للضوء على الأعمال الأدبية التي تتميز بجودة عالية وقيمة فنية.
وتُعتبر هذه الجائزة المقامة سنوياً من قِبل وزارة الثقافة؛ مصدراً يبُثّ السعادة في نفوس الفائزين، وحافزاً للأدباء السعوديين، واحتفاءً يُثمّن جهودهم،لا سيما أنها تستهدف أفضل إنتاج أدبي أُصدر فيالأعوام الأربعة المنصرمة؛ ويكون إما ديواناًشعرياً، أو رواية، أو مجموعة قصصية، أو إصداراًيتناول أدب الطفل. وتحرص الجائزة على ترويج عمل الفائز بما يخدم المشهد الثقافي المحلي، ويُكرّسحضور الأدب السعودي في الخارج، ولذلك بدأت الدورة الرابعة في استكمال عطاء هذه المبادرة المهمة والبارزة؛ عبر استقبال الترشيحات للجوائز المخصصة للقطاعات الثقافية من خلال المنصة الإلكترونية.
وتتمتع جوائز المبادرة بالأثر العميق والتجربة الثريةالتي يستشعرها المثقفون والموهوبون في مناخٍيغمره التكريم ويملأ جنَباتِه المبدعون، بعد أن شاركوافي المشهد الثقافي بحيويةٍ مُثلَى وفعاليةٍ متألقة.
فيما شهدت آخر دورات المبادرة في العام الماضي تتويج الشاعر والأديب محمد إبراهيم يعقوب بـ “جائزة الأدب”، أما في الدورة الثانية فمُنحت إلى الكاتبة كفاح بو علي، بينما نالها الروائي عبدالعزيزالصقعبي في الدورة الأولى. وما زالت المبادرة تتابعمساعيها النبيلة وأهدافها الراقية التي تُعدّ برهاناً على سلوكٍ ثقافي واعٍ.