تتنافس دول العالم بكل ما تملك لجذب أكبر عدد من السياح؛ باعتبار السياحة موردًا مهمًا للاقتصاد.. لذا فإن كل دولة تسعى لاستغلال ما وهبها الله من موارد طبيعية وإمكانات مادية لتحقيق ذلك الهدف.
وتعتبر “المطارات” من أهم عوامل جذب السياحة، ومظاهر التحضر الأولية في أي دولة؛ لذا فالعناية بها ذات أولوية قصوى؛ لتوفير رحلة سفر ممتعة ومريحة، يعيش معها المسافر منذ دخوله صالات المطار تجربة تلبي جميع احتياجاته ومتطلباته، ولاسيما مع اضطرار بعض المسافرين لقضاء أوقات أطول أحيانًا في المطار لظروف سفرهم على رحلات متتابعة، أو لتأخرهم عن الوصول في الوقت المحدد لرحلاتهم مما يضطرهم لإعادة جدولة الرحلات.
ويعتبر مطار الملك خالد الدولي بالرياض أحد أبرز المطارات بالمملكة والمنطقة، ومؤشرًا من مؤشرات مستوى التقدم والرفاهية الذي وصلت إليه المملكة، وعنصرًا رئيسيًا لجذب السياح بتوفير كل ما يحتاج إليه المسافر، بما يحقق راحته، ويذلل أي عقبة قد تؤرقه، ويعطي انطباعًا أوليًا عن تحضر وتقدم الدولة القادم إليها من خلاله.
ومن تلك الخدمات المتعددة التي يقدمها مطار الملك خالد الدولي بالرياض للمسافرين، ولا يقدمها سوى عدد قليل من المطارات على مستوى العالم، كبسولات النوم والراحة والاسترخاء، التي تعمل على مدار الساعة بطاقة استيعابية لأكثر من 300 مسافر في اليوم.
والهدف من هذه الكبسولات توفير مكان مريح وهادئ، مع خصوصية تامة؛ ليأخذ فيه المسافر قسطًا من الراحة، بالخلود للنوم، أو الاسترخاء بعيدًا عن الضوضاء؛ ليتسنى له إكمال رحلته بكل نشاط.
وجهزت هذه الكبسولات بأعلى معايير الأمان والراحة؛ إذ زودت بنظام تكييف هوائي، وسرير فندقي، وشاشة تفاعلية، ومرآة، وخزانة داخلية وخارجية للأمتعة، مع عزل صوتي مُحكم، بطول يبلغ مترين، وعرض قدره متر ونصف المتر.
وتعد هذه الخدمة بديلاً مثاليًا للمسافرين الذين يحتاجون إلى وقت للراحة قبل رحلتهم؛ إذ يمكنهم الاستفادة من فترة الانتظار في المطار، إضافة إلى أنها توفر معظم الاحتياجات للعملاء المختلفين، فالكبسولة بشكلها الحالي يمكن استخدامها للنوم، وللعمل، أو للترفيه، إضافة إلى الميزات المتعلقة بالصحة والسلامة.
وكانت فكرة كبسولات الراحة، أو كبائن النوم، قد لاقت انتشارًا كبيرًا في الكثير من المواقع في المملكة؛ إذ انطلقت للمرة الأولى في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ثم توسعت الفكرة لتشمل الموظفين داخل الشركات والمستشفيات؛ ليتمكن العاملون في مقار عملهم من أخذ قسط من الراحة، ومساعدتهم على استئناف عملهم بنشاط وإنتاجية أكبر.