الجزيرة – عوض مانع القحطاني
زار صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء أمس الاثنين فعاليات مهرجان نقوش في ميناء العقير التاريخي التابع للمحافظة، الذي تنظمه هيئة التراث بهدف تعريف الزوار بأهمية الميناء التجارية والاقتصادية والثقافية، والاطلاع على مجموعة واسعة من التراث غير المادي، والكنوز الأثرية التي تشكل إرثًا ثمينًا للمملكة العربية السعودية.
وتجول سموه على فعاليات المهرجان بداية بالعرض الدرامي، الذي يجسد حياة البحارة في الخليج العربي، والحركة التجارية في ميناء العقير، ووصول السفن المحملة بالبضائع.. كما اطلع على أركان فعاليات النحت على الرمال، وعرض قوافل الإبل، ومعرض العقير الذي يحتوي على صور تاريخية عن الميناء، ومعلومات مهمة للزائر، وعروض الفنون التراثية، إضافة إلى أركان الحرف اليدوية البحرية، وعدد من الأنشطة الخاصة بالأطفال، مثل: العمل على تشكيل مباني التراث العمراني عبر القوالب الرملية، وفعالية “المكتشف الصغير”.
ويأتي اهتمام سموه بدعم مهرجان نقوش في ميناء العقير لما يُشكله من أهمية تاريخية بالنسبة للمحافظة خاصة، والمملكة العربية السعودية على وجه العموم، تحقيقًا لتطلعات مستهدفات برنامج جودة الحياة، أحد أهم برامج رؤية المملكة 2030، وتنشيط السياحة التراثية التي تتميز بها محافظة الأحساء، خاصة أن الميناء ظل أكثر من عشرة قرون شامخًا على شواطئ الخليج العربي؛ إذ يرجع تاريخ بنائه إلى عام 960 ميلاديًّا، ويعد أقدم ميناء بحري في تاريخ السعودية، وكان الميناء الرئيسي للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب.
يُذكر أن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- اتخذ من العقير مقرًّا لمقابلة الدبلوماسيين، وإجراء المفاوضات مع القوى الدولية السياسية في المنطقة.
ويعتبر الميناء أول ميناء بحري شرق المملكة على ساحل الخليج العربي، والبوابة الاقتصادية بداية تأسيس الدولة، والمنفذ الرئيسي للوصول إلى شرق ووسط المملكة.. وقد عملت الدولة على تطويره حينها عبر إنشاء الجمارك والجوازات و”الفرضة” ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بو زهمول.. وكانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم.