أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس عبر “رسالة إلى الفرنسيين” نشرت على الإنترنت ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 10 و24 أبريل/نيسان المقبل. ويشارك فيها إلى جانبه عدد من المرشحين ممثلين لتيارات سياسية مختلفة.
وتعهد ماكرون في رسالة موجهة إلى الفرنسيين بالعمل على تعزيز فرنسا وأوروبا في وجه “تراكم الأزمات”.
وذكر ماكرون في رسالته: “لهذا السبب أطلب منكم منحي ثقتكم لولاية ثانية كرئيس للجمهورية” وأضاف: “أنا مرشح لكي أستحدث معكم ووسط تحديات هذا القرن، استجابة فرنسية وأوروبية فريدة”.
وكان ماكرون ربط إعلان ترشحه رسميا بشرطين هما تخطي “ذروة وباء” فيروس كورونا وطي صفحة “وضع دولي محفوف بمخاطر كبرى”.
وعدد ماكرون في رسالته المحاور الرئيسية لولايته المقبلة مؤكدا أنه “ينبغي العمل أكثر ومواصلة خفض الضرائب”. وبعد ولاية من خمس سنوات طغت عليها قبل الجائحة، أزمات اجتماعية داخلية، وعد الرئيس الفرنسي باعتماد طريقة تعامل مختلفة. وأوضح “لم ننجح في كل شيء. وثمة خيارات كنت لأتخذها بشكل مختلف مع الخبرة التي اكتسبتها بجواركم”.
ودافع عن أدائه لا سيما في مواجهة جائحة كوفيد-19 مؤكدا أنه يريد “إعطاء الأولية للمدرسة وللمدرسين الذين سيتمتعون بحرية أكبر واحترام أكبر وبأجور أفضل” و”المحافظة على النموذج الاجتماعي الفرنسي وتحسينه”.
وتابع ماكرون: “بطبيعة الحال لن أتمكن من تنظيم حملة كما كنت أتمنى بسبب الظروف” في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
وإن كانت فرنسا بدأت تسجل انحسارا في تفشي وباء فيروس كورونا، فإن الجهود الدبلوماسية لسيد الإليزيه في وقف الهجوم الروسي لأوكرانيا لم تكلل حتى الآن بالنجاح، إذ قام بوتين باجتياح البلد الجار رغم المحادثات المتواصلة معه منذ أكثر من أسبوع حيث دخلت الحرب يومها الثامن وفجرت أزمة إنسانية خطيرة وسط قلق دولي على السلم العالمي.
لكن ماكرون، الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير، لم يبق مكتوف الأيدي أمام هذا الوضع الجديد في أوكرانيا، حيث يواصل الاجتماعات الدبلوماسية والمحادثات في محاولة لإيجاد حل للنزاع.
كما تشارك فرنسا بقرار منه في العقوبات الغربية ضد روسيا وتخطط لتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية.
وللإشارة، يحدد المجلس الدستوري الفرنسي الجمعة 4 آذار/مارس آخر مهلة أمام الراغبين في خوض السباق الرئاسي لتقديم التوقيعات الـ 500 الإلزامية من مسؤولين منتخبين وإعلان ترشحهم رسميا.
ويواجه ماكرون منافسة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حقق فوزا كاسحا عليها في الدورة الثانية للاقتراع الرئاسي العام 2017، فضلا عن اليميني المتطرف أيضا إيريك زمور.
إلا أن غالبة المحللين يتوقعون أن تكون فاليري بيكريس مرشحة اليمين المنافس الأكبر له في حال وصلت إلى الدورة الثانية من الانتخابات، فيما فشل اليسار حتى الآن في توحيد صفوفه وراء مرشح واحد.