تحت مراقبة سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية، توجهت عشرات مراكب الصيد الفرنسية صباح اليوم إلى ميناء عاصمة جزيرة جيرسي، احتجاجا على شروط الصيد المفروضة على البحارة الفرنسيين بعد بريسكت.
ودعت وزيرة البحار الفرنسية أنيك جيراردان السلطات البريطانية إلى إلغاء القيود التي فرضت على وصول الصيادين الفرنسيين إلى مياه جيرسي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أيام من التوتر في هذا الشأن.
وعلى بعد أميال نشرت سفينتان تابعتان للبحرية الملكية “اتش ام اس تامار” و”اتش ام اس سيفرن” ل”مراقبة الوضع” وفقا لمتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية مشيرا إلى “إجراء وقائي بحت بالاتفاق مع حكومة جيرسي”.
وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون أن “المناورات” البريطانية قبالة جزيرة جيرسي، التي تثير التوتر بين باريس ولندن بشأن حقوق الصيد ما بعد بريكست “لن ترهبنا” وأبحر الصيادون الفرنسيون ليلا من سواحل نورمندي.
وقال كامي ليكوروي الذي جاء من كاتريه “المانش” “من المدهش التمكن من جمع هذا العدد الكبير من الأشخاص” مشيرا إلى 70 مركبا على الأقل” وأضاف “تسعى سفينة الشحن كومودور غودويل للخروج والجميع قرر منعها من ذلك”.
وقال لودوفيك لزارو صياد السمك من غرانفيل “المانش” “في الواقع لا نمنع الخروج لكننا جميعا أمام الميناء ويرفض قبطان ميناء جيرسي السماح لسفينة الشحن بالخروج منه إذا كان هناك مراكب قريبة يريد أن يغادر الجميع”.
وأفاد مصدر عسكري فرنسي أن “الوضع هادىء إجمالا” وصرح المصدر “حتى الآن التزم الصيادون الفرنسيون بالتعليمات التي تمنع قطع الجزء الداخلي من الميناء” ويتوقع أن يعود الصيادون إلى موانئهم بعد الظهر وقال ليكوروي “إنه تحرك سلمي لا سبب لتدهور الوضع” وأضاف “جاءت ثلاثة مراكب صيد من جيرسي لمساندتنا”.
وأمس أعلن رئيس اللجنة الاقليمية للصيد في نورمندي دميتري روغوف أن الهدف ليس إغلاق سانت هيلير بل “تسجيل موقف” وصرح “من غير الوارد الانتقال إلى الهجوم هدفنا هو إسماع صوتنا وأن نثبت بأن الصيادين كلهم تصميم لدعم مطالبنا” مشيرا إلى التصريحات “الشديدة اللهجة” لوزيرة البحار الفرنسية أنيك جيراردان.
والثلاثاء أكدت جيرادران أن فرنسا مستعدة للجوء ل”تدابير انتقامية” في حال استمرت السلطات البريطانية في منع الصيادين الفرنسيين من دخول مياه جزيرة جيرسي وأمام الجمعية الوطنية أشارت إلى الانعكاسات المحتملة على “نقل الكهرباء بواسطة الكابلات البحرية” التي تغذي الجزيرة بالتيار من فرنسا.
وذكرت باريس أن بريطانيا نشرت الجمعة قائمة ب41 سفينة فرنسية من أصل 344 طلبا رخص لها الصيد في مياه جيرسي لكنها مرفقة بمطالب جديدة “لم يتم التشاور بشأنها ولا مناقشتها ولا الإبلاغ عنها مسبقا” في إطار الاتفاق حول بريكست بين لندن وبروكسل الذي بدأ تطبيقه في الأول من يناير.
وأكد غيرغوري غيدا مساعد وزير البيئة والشؤون الخارجية في جيرسي أن “مركبا كان يصطاد العام الماضي في جيرسي يمكنه أن يصطاد هذا العام أيضا” وأضاف “نظرا إلى الصعوبات ما نحن مستعدون للقيام به هو التحاور مباشرة مع الصيادين لديهم جميعا أرقامنا” منتقدا “البيروقراطية المفرطة”.
وخلال برنامج “غود مورنينغ بريتن” على قناة “آي تي في” التلفزيونية، انتقد دون طومسون رئيس جمعية الصيادين في جيرسي الخميس الصيادين الفرنسيين لرغبتهم في “الصيد دون قيود في مياهنا بينما تخضع مراكبنا لجميع أنواع الشروط المتعلقة بكمية “الأسماك” التي يمكن صيدها، حيثما أمكنهم ذلك” وأضاف أنه سيكون “غير عادل إذا استسلمت الحكومة لهذا الأمر”.