رفضت حركة طالبان اليوم عرضا من الرئيس الأفغاني أشرف غني لإجراء انتخابات في وقت لاحق من العام الجاري، بعد أشهر من محادثات السلام بين الطرفين حققت تقدما طفيفا ومع أنّه لم يعلن تفاصيل اقتراحه، سيعرض غني خطة الانتخابات خلال مؤتمر سلام أفغاني تستضيفه تركيا الشهر المقبل، حسب ما أفاد مسؤولان.
وتعد الخطوة على الأرجح محاولة لتقويض عرض أميركي، تدعمه روسيا، لتشكيل حكومة انتقالية تتضمن مشاركة طالبان لحكم البلاد مع انسحاب آخر جندي أميركي وقال مسؤول أفغاني إنّ “الحكومة ستتوجه إلى تركيا بخطة لإجراء انتخابات مبكرة وهي خطة عادلة لمستقبل أفغانستان” لكن طالبان رفضت الاقتراح الرئاسي.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إنّ “هذه “الانتخابات” دفعت البلاد إلى حافة أزمات في الماضي” وصرح لفرانس برس “إنهم يتحدثون عن عملية كانت دائما مشينة”، مشيرا إلى أنّ أي قرار بخصوص مستقبل البلاد يجب الاتفاق عليه على طاولة المباحثات الجارية بين الطرفين وأكد “لن ندعمها أبدا”، في إشارة إلى الانتخابات المقترحة.
ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة آخر قواتها من البلد بحلول الأول من مايو المقبل بموجب اتفاق مع طالبان العام الماضي، إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن أشار في وقت سابق من الشهر الجاري أنّه “من الصعب” سحب الجنود بحلول الموعد المتفق عليه.
ومهد الاتفاق الطريق لمباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان للتوصل لاتفاق سلام حول الطريقة المثلى لإدارة البلاد لكنّ المباحثات التي عقدت في الدوحة حققت قليلا من التقدم من انطلاقها في سبتمبر الماضي ولدى أفغانستان تاريخ مضطرب فيما يتعلق بالانتخابات إذ يشوب عمليات الاقتراع عمليات تزوير وانخفاض الإقبال وعمليات عنف من المتمردين.
يأتي رد طالبان بعد ساعات من إبلاغ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين حلف شمال الأطلسي أن واشنطن لا تزال تدرس ما إذا كانت ستسحب قواتها بحلول الموعد النهائي في الأول من مايو أم لا وتحرص الحكومة الأفغانية على إبقاء القوات الأميركية في البلاد لأطول فترة ممكنة من أجل ضمان استمرار الغطاء الجوي الحيوي الذي توفره، مع اندلاع أعمال عنف في الأشهر الأخيرة.
لكنّ الولايات المتحدة وروسيا والجهات الأخرى المهتمة بملف أفغانستان تريد رؤية حكومة انتقالية تتولى السلطة في أفغانستان، لكن غني أصر على أنه لا يمكن اختيار قادة البلاد إلا من خلال صناديق الاقتراع.
وبعد تحقيق مكاسب هائلة في ساحة المعركة، يبدو أن طالبان ليس لديها الكثير لتكسبه من أي من الإستراتيجيتين وقال أحد مؤسسي الحركة ونائب زعيمها الملا عبد الغني باردار في مؤتمر الأسبوع الماضي إن الأفغان “يجب أن يتركوا ليقرروا مصيرهم بأنفسهم”.