باتت “كهوف الملح” وجهة علاجية جديدة في بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، منذ افتتاح مركز مختصّ بالطب البديل قبل خمسة أشهر، في سابقة من نوعها في هذا البلد الذي يحاول استعادة معالم حياة طبيعية.
ويستغلّ مركز “أوبال” الواقع في حي الداقادوستا الراقي والذي أسّسته ليبيتان متخصّصتان في الطبّ البديل، فوائد العلاج بالملح لتطبيب أشخاص يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي كالربو وكذلك من أمراض جلدية كالصدفية والإكزيما، إضافة إلى أمراض الشقيقة والجيوب الأنفية.
داخل كهف اصطناعي تغطي جدرانه كتل الملح الطبيعي مع إضاءة خافتة وموسيقى هادئة تساعد على الاسترخاء وإزالة التوتر، استلقى أحمد ثمّ بدأت الأخصائية في الطب البديل إيمان بوقعيقيص وهي إحدى مؤسِسَتي المركز، بتغطيته بالملح الجاف من رجليه وصولاً إلى عنقه، بطريقة أشبه بحمامات الرمل العلاجية.
يقول أحمد الذي يعاني من التهابات في الجهاز التنفسي إنه يخضع في هذه الجلسة ” لردم الجسم بالملح لمدة 45 دقيقة”، مؤكدا أنه شعر “بتحسن كبير” بعد جلسات سابقة وفي كهف آخر، يطحن جهاز مخصص الملح ويبخّ جزيئاته التي تحمل مادة اليود في الهواء، من أجل تنشّقها.
وتقول بوقعيقيص إن استنشاق جزيئات الملح “يخفف الالتهاب وينقّي المسالك الهوائية وكذلك يمتصّ المواد المثيرة للحساسية والسموم الموجودة في الجسم” مشيرة إلى أن “هذه الجزيئات المالحة مفيدة للبشرة لأنها تمتصّ البكتيريا الضارة والشوائب الناتجة عنها”.
ويعاني مصطفى أحمد أخليف، وهو موظف في مصرف في الخمسينات من عمره، من التهابات مزمنة وحادة في الجيوب الأنفية منذ عشر سنوات ويقول “كنت أستهلك كميات كبيرة من المسكنات، وفشل الأطباء التقليديون في تخفيف معاناتي ولم أشعر بالارتياح إلا بعد أن خضت تجربة العلاج بالملح الجاف”.
تمتدّ الجلسة الواحدة 45 دقيقة وتتراوح كلفتها بين 80 و120 ديناراً ليبياً “بين 15 و23 يورو” وتؤكد بوقعيقيص أنه ينبغي الخضوع لجلسات عدة للحصول على نتيجة وأكدت أن “العلاج بالملح الجاف بات من الأمور الشائعة لما له من فوائد صحية أثبتتها الدراسات”.
واكتشفت بوقعيقيص هذا العلاج أثناء زياراتها إلى دول عربية أخرى حيث توجد مراكز مشابهة وهي درست لاحقا الطب البديل في تونس قبل أن تفتتح مركز “أوبال” قبل خمسة أشهر مع صديقتها زينب الورفلي في بنغازي
وتقول الورفلي، وهي أيضاً اختصاصية في الطب البديل، إنه رغم انعدام الاستقرار الذي لا يزال يسيطر على بنغازي، فإن “العيادة تسعى لنشر ثقافة هذا النوع من العلاج” مشيرةً إلى أنه “يُعد علاجاً مكملاً وليس منفرداً”.