بدأت إحدى أكبر حملات التلقيح في العالم لمكافحة كوفيد-19 السبت في الهند وتشمل تطعيم 300 مليون شخص بحلول تموز/يوليو فيما يتواصل تشديد القيود في كافة أنحاء العالم وخصوصا في أوروبا أكثر المناطق تضررا من الجائحة.
وفي تصريح لفرانس برس قال موهان غرانبات نيكام “53 عاما” الذي يعمل حارسا في مستشفى ببومباي “سعدت جدا لوجود اسمي على القائمة”، وقد بدا عليه الارتياح لتلقي اللقاح أخيرا.
وينوي ثاني أكثر بلدان العالم تعدادا للسكان مع 1,3 مليار نسمة وأحد أكثرها تضرراً من الوباء، تلقيح 30 مليونا من أفراد الطواقم الطبية والأكثر عرضة للوباء في المرحلة الأولى، يليهم نحو 270 مليونا فوق سن الخمسين أو ممن يعانون ضعفا شديدا حيال المرض.
وفي بلد فقير ومترام مثل الهند حيث شبكة الطرق بدائية والنظام الصحي من الأضعف تمويلا في العالم، تطرح هذه العملية تحديا هائلا خصوصا ان اللقاحين المستخدمين يتطلبان تخزينا على درجات حرارة متدنية جدا.
وبحسب آخر حصيلة لفرانس برس، توفي ما لا يقل عن 2,009,991 شخصاً حول العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ظهور الوباء في كانون الأول/ديسمبر 2019.
والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من الوباء إذ سجلت 392,139 وفاة من أصل 23,532,037 إصابة، بحسب تعداد جامعة جونز هوبكنز.
ودعت منظمة الصحة العالمية الجمعة إلى بدء التلقيح في كل الدول “في الأيام المئة المقبلة”، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الجمعة عن أسفه لأن “اللقاحات تصل إلى الدول المرتفعة الدخل بسرعة في حين أن أفقر دول العالم لا تملك أيا منها”.
وكشفت كمبوديا عن “مساعدة” صينية ستوفر لها مليون جرعة من لقاح سينوفاك.
في صربيا، رحب الرئيس ألكسندر فوشيتش بوصول مليون جرعة من اللقاح الصيني سينوفارم إلى بلاده.
– تأخر – في الولايات المتحدة كشف الرئيس المنتخب جو بايدن برنامجه لتسريع التلقيح.
وهو يأمل في انجاز مئة مليون جرعة خلال الأيام المئة الأولى من ولايته.
وفي ظل المشاكل التقنية ونقص الجرعات، على سكان نيويورك في الوقت الحالي تدبر الأمر بأنفسهم إذا أرادوا تلقي اللقاح.
واحتاجت دي البالغة من العمر 78 عاماً لثلاثة أيام للحصول على موعد لتلقي اللقاح بفضل مساعدة عائلتها وبعد ساعات طويلة من الانتظار على الانترنت و”الكثير الكثير من المحاولات”.
في فرنسا، يفترض أن يتسع نطاق حملة التلقيح الاثنين لتطال من تفوق أعمارهم 75 عاماً ولا يعيشون داخل مراكز الرعاية، وكذلك لمن يعانون أمراضا ومعرضون للخطر أكثر من غيرهم.
مع ذلك، تظهر صعوبات في إعطاء مواعيد للراغبين في تلقي اللقاح.
وأمل رئيس الوزراء جان كاستيكس السبت بحملة “تدريجية” تتسم “بالهدوء والنظام” وقال “سنخوض هذا التحدي بهدوء وعبر قول الحقيقة للناس، حتى حين تتسبب عمليات الانتاج، كما نرى احيانا، بتأخير في التسليم بالنسبة الى بلادنا”.
– تشديد القيود – في هذا الوقت، يجري تشديد القيود في العديد من الدول لا سيما مع تفشي نسخ متحورة من الفيروس.
ورصدت إصابة من النسخة المتحورة الجنوب إفريقية في جزيرة مايوت التابعة لفرنسا، ما دفع السلطات إلى تعليق المواصلات البحرية والجوية الدولية لمدة 15 يوماً اعتباراً من الأحد.
وسجلت الأرجنتين أول إصابة بالمتحور البريطاني على أراضيها، لدى رجل مقيم في المملكة المتحدة ووصل إلى البلاد أواخر كانون الأول/ديسمبر.
وتعتمد الدول الأوروبية على لقاح تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني بهدف السيطرة على الوباء.
وأكد المختبران السبت أنهما وضعا “خطة” تتيح الحد من التاخير اسبوعا في تسليم اللقاح المضاد لكوفيد-19 في الوقت الذي تخشى فيه أوروبا من تراجع تسليم الجرعات “لثلاثة أو أربعة أسابيع”.
وبحسب متحدثة باسم الوكالة الفدرالية للأدوية والمنتجات الصحية، ستتلقى بلجيكا الأسبوع المقبل أٌقل بأربعين في المئة من اللقاحات التي كان يفترض أن تتسلمها.
في المقابل، سيجري التسليم بشكل طبيعي في الأسبوع الذي يليه وسيجري تعويض تلك النسبة “اعتباراً من منتصف شباط/فبراير”.
في الأثناء، قدمت فرنسا لساعتين مدة حظر التجول المفروض على أراضيها كاملةً والذي كان محدداً عند الساعة 17,00 ت غ، وذلك لمدة 15 يوماً على الأقل.
ويشكل ذلك ضربةً بالنسبة للتجار.
وقال جون براون الذي يدير متجرا لبيع السمك في باريس “سنخسر بسبب ذلك 10 إلى 15% لأننا نحقق أكثر أرباحنا مساء”.
في بلجيكا، تقضي صاحبة حانة كل أيامها منذ الثلاثاء في محلّها بدون أن تتناول الكثير من الطعام، احتجاجاً على إغلاق المقاهي والمطاعم الهادف لمكافحة الوباء.
وقالت كريستال كاريون “48 عاماً” لفرانس برس “لا نعرف متى سيسمح لنا بفتح أبوابنا.