مصممة العطور هياء اليوسف: خسرت.. لكنني لم أندم

الرياض – وفاء أحمد

تخرجت في عام 2015م تخصص إدارة موارد بشرية /إدارة الاعمال من جامعة دار العلوم، وحتى قبل أن تتخرج خططت هياء لتحقيق طموحاتها وسعت لتحقيقها، وهي حاصلة أيضا على شهادة مصمم عطور دولي معتمد من المعهد الأكاديمي LAI في هولندا ومن الاتحاد الأوربي، كما حصلت على شهادة تصميم حصري لعطورها من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، وبذلك وضعت سيدة الأعمال هياء بنت فهد اليوسف لمستها الخاصة في عالم الأعمال وأسست خطا لإنتاج العطور التي تمزج بين الأصالة العربية والعبق الفرنسي  لتنافس المنتجات العالمية واسمته: مسك اللؤلؤ.

حكت هياء لـ “الجزيرة” تفاصيل قصتها : “أسست مؤسستي الخاصة مسك اللؤلؤ في عام 2011م وبعد بضعة أشهر سنحتفل بمرور 10 سنوات، وهي مؤسسة متخصصة بعطور النيش وتعتمد جميع منتجاتها على مكون اساسي وهو المسك، وسبب إعتمادنا له كمكون أساسي هو قدرته الهائلة على إضافة لمسة جمالية لباقي المكونات، كما أن مسك اللولو تفردت بشهادة تصميم حصري لزجاجات العطور الخاصه بها بوجود حبات لؤلؤ طبيعي داخل الزجاجة العطرية”.

وأضافت هياء أنها بدأت عملها الحر عندما كانت تدرس في السنة الدراسية الأولى في الجامعة، وكان هدفها في ذلك الحين أن تستثمرسنوات الجامعة في بناء معرفة وخبرة تجارية تساعدها لإستكشاف وتحديد الطريق الذي ستسلكه بعد التخرج.

وأكدت أنها في بداية مشروعها لم يكن هدفها الكسب المادي بل تعلم لغة التجارة والمعاملات التجارية وكيفية كسب العميل والمحافظة عليه لذا حرصت على تطوير ذاتها وصقل مواهبها وشخصيتها كي تستطيع بناء شخصية رائدة أعمال قوية من خلال التجربة والخبرة المكتسبه خلال سنوات بدايتها.

ومن العقبات التي واجهتها هي نقص الخبرة في بداية مشروعها وذلك بسبب أن مجال العطور والتجميل مختلف عن مجال عائلتها التجاري فكانت موارد معلوماتها قليلة جداً وأصبحت تبحث باستمرار عن معلومة جديدة تساعدها للتقدم حتى لو بشكل بسيط.

وأكملت هياء أن خبرتها المتواضعة جعلتها تسلك الطرق الخاطئة، وجهلها في مهارات التواصل مع الأخرين جعلتها تصطدم بالناس الذين تعاملت معهم، وأن قلة معرفتها كلفتها خسائر مادية واصبحت تنفق على مشروعها أكثر مما تربح، ومع ذلك تقول: ” أنا لم أندم أبداً لأن كل خساراتي وفشلي السابق ساهم في تعزيز تجاربي اللتي هي أساس أبني عليه اليوم”.

وأضافت أن قلة رأس المال كانت أحد الصعوبات اللتي واجهتها لأنها بدأت مشروعها من مصروفها الشخصي إلا أن عزيمتها واصرارها في التعلم وبناء علامة تجارية تطمح بأن تكون من أهم العلامات في هذا المجال، كانا أقوى من كل التحديات.

وأشارت  إلى أن والدها دعم مشروعها بعد تخرجها عندما لاحظ أصرارها وعزيمتها وأيقن حينها أنها لم تكن مجرد أحلام بل أكثر من ذلك. مؤكدة أن ثقته المستمرة بها ودعمه المعنوي لها يزيد الإصرار في نفسها لأكمال مشروعها، وأن دعم أخوتها المستمر وشعورها بفخرهم الدائم بها يمنحها طاقة إيجابية هي زادها اليومي، وتفاؤل وثقة بأنها ستصل للهدف اللذي تطمح له.

وقالت ان السوق السعوي سوق مربح في هذا المجال لأن الفرد السعودي محب ومستهلك للعطور بشكل كبير ويعد الأكثر مقارنة بالدول الإقليمية كما أن المملكة أرض خصبة للتجارة، سواء على صعيد العطور أو غيرها من المجالات الأخرى، وفي السنوات الاخيرة أصبح المواطن السعودي أكثر  إطلاعاً ووعياً بما حوله على مستوى العالم مقارنة بالسابق كما أن ثقته زادت بالمنتج السعودي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن إبداعات جيل الشباب السعودي وإنجازاته هي التي زرعت هذه الثقة من جديد، كما أن رؤية المملكة ٢٠٣٠  تجعلها اليوم أكثر مسؤولية تجاه هذه الثقة لتمتد لجميع انحاء العالم.

كما أوصت قرناءها من الشباب والفتيات على العمل وفق المقاييس والمعايير العالمية لأي منتج سعودي كي يصل إلى السوق العالمية بأعلى مستوى جودة مطلوبة.

وأشارت إلى أنها خلال الأشهر القادمة سوف تحتفل بمرور ١٠ سنوات على تأسيس دار عطور مسك اللولو، وحصيلة هذه السنوات من الخبرة والمعرفة قد شاركتها مع أهم مصممين العطور في العالم لننتج مجموعة جديدة من الروائح العطرية المميزة كي تتفرد بها، كما عملت بالتعاون مع أبرز المصانع حول العالم على تصميم زجاجات خاصه تمثل عطور مسك اللولو بثقافته العربية الحديثة، والتي ستطلقها في مطلع 2021م