حنان بنت محمد الوابل
بكل صدق وتجرد قمة مجموعة العشرين لهذا العام 2020 التي تترأسها المملكة العربية السعودية استثنائية وفريدة، فالقمة التي عقدت ذروة اجتماعاتها ليومين في الرياض حين التقى قادة دول المجموعة افتراضياً وحضروا جميعهم ، تدارست ظروف ومشكلات قاسية وصعبة لم تستثني أحداً في العالم ، سواء من الدول العظمى أو الصغرى ، فحين نقول أن تلك القمة لا مثيل لها فهذا ليس خيالاً واستعراضاً أو ترتيباً للكلمات ، إنما هناك أحداثاً اجتاحت العالم على غير موعد وألقت بظلالها على كافة الدول ، وهذا أمر نادر الحدوث ، ولأن الأمر الذي شهده العالم أثر سلباً وبشكل لافت على اقتصادات العالم ومجموعة العشرين تضم أكبر 20 اقتصاداً في المعمورة ، كان لمجموعة العشرين هذا العام دوراً ريادياً في ضبط الإيقاع الاقتصادي عالمياً وإدارة دفته بحنكة وبجرأة وقوة في القرارات ، وهذا الأمر برزت فيه المملكة ولله الحمد والمنة حيث نجحت في قيادة دول المجموعة ووحدتهم خلف قرارات ورؤى محددة تسهم بمشيئة الله في تحسين الاقتصاد العالمي وإعادة مسيرة النمو ، وليس هنا فحسب بل أن المملكة أول دولة نادت بالوقوف إلى جانب الدول ذات الاقتصادات الصغيرة أو الفقيرة ودعت مع بداية اشتداد وطأة جائحة كورونا على كثير من الدول إلى عقد قمة مستعجلة للمجموعة في منتصف العام وتم خلالها إطلاق حزمة من التوصيات لدعم الدول ومساعدتها للحد من آثار الفايروس على الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمعيشي للبشرية ، وقوبل ذلك بتأييد وإشادة من أعلى منظمة في العالم “الأمم المتحدة” إذ شددت على أن المملكة العربية السعودية قدمت عملاً رائعاً في قيادتها للمجموعة في أيام صعبة وقاسية ومؤلمة لكل الدول ، وهذا بكل صراحة مدعاة للفخر ببلادي “السعودية” وحكومتها الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “حفظهما الله” ،وكل مسؤول بذل جهداً لتأكيد أن هذه البلاد المباركة تمتلك من القدرات والخبرات والإمكانات ما لا يتوفر في بعض الدول.
حينما نقول مثل هذه الآراء عن بلادنا ، ففضلاً عن أنه حق من حقوقنا أن نفخر بوطننا إلا أننا نقول الحقيقة التي ربما نطق بها الآخرين وأكدوا عليها ، من منطلق أنهم شاهدوا بالأرقام والحقائق ما فعلته المملكة وتفعله عند كل حدث.
لقد عكس كرنفال “قمة مجموعة العشرين” في اليومين الماضيين ما جرى وبُذل من عمل منذ اليوم الأول لتسلم السعودية رئاسة القمة وعلى امتداد عام استثنائي بكل ما للكلمة من معنى وهو يوشك أن يغادرنا بعد أن سجلت بلاد الحرمين الشريفين إنجازاً عظيماً سيظل يفخر به أبنائها ويذكره التاريخ والبشرية لها إلى الأبد.