“شل” تحقق أرباحا قدرها 489 مليون دولار في الربع الثالث

أعلنت مجموعة “رويال داتش شل” العملاقة الخميس تحقيق أرباح صافية في الربع الثالث من العام بلغت 489 مليون دولار، ما يحقق انتعاشة كبيرة للشركة بعد أن تكبدت خسارة كبيرة ناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ في الأشهر الثلاثة السابقة.

وتعززت أرباح المجموعة البريطانية الهولندية بعد احتساب الضرائب في الفترة من يوليو إلى سبتمبر نتيجة لاستقرار أسعار النفط، وهو ما يتناقض مع تكبدها خسارة صافية كبيرة بلغت 18,1 مليار دولار في الربع الثاني بسبب تداعيات فيروس كورونا.

في وقت سابق من هذا العام، انخفضت أسعار النفط بشكل حاد، وحتى تحولت إلى سلبية لفترة وجيزة، مع إبقاء شركات الطيران لطائراتها على مدرجات المطارات في جميع أنحاء العالم، وأغلقت الشركات أبوابها واتجه الاقتصاد العالمي إلى الانكماش.

لكن في الربع الثالث، استفادت شل من الانتعاش المتواضع في الطلب العالمي على النفط الخام وسوق النفط الأكثر استقرارا، علما أنها أنفقت رسوما قدرها 16,8 مليار دولار في الفترة بين ابريل ويونيو.

ويبلغ سعر برميل النفط الخام حاليا حوالي 40 دولارا، ولا يزال أقل من 60 دولارًا للبرميل تقريبًا في الربع الثالث من العام الماضي، عندما سجلت المجموعة صافي ربح قدره 5,9 مليار دولار.

رغم ارتفاع الأسعار، لا يزال سوق النفط متدهورًا بسبب حالة الطوارئ الصحية الناجمة عن فيروس كورونا الذي أضر بالنمو الاقتصادي وأضعف الطلب العالمي على النفط وأدى ذلك بدوره إلى فقدان الآلاف من الوظائف في قطاع الطاقة وعدد كبير من القطاعات.

ونهاية سبتمبر، أعلنت مجموعة رويال داتش شل العملاقة عن عزمها إلغاء ما يصل إلى 9 آلاف وظيفة في فروعها على مستوى العالم استجابة لتداعيات الوباء.

والثلاثاء، أعلنت منافستها مجموعة الطاقة البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم “بي بي” عن خسائر صافية بقيمة 450 مليون دولار في الفصل الثالث، وهي بصدد إلغاء 10 آلاف وظيفة، أي 15 بالمئة من العاملين لديها على مستوى العالم، بعدما تسببت أزمة فيروس كورونا بشطب كبير للأصول.

قال المدير العام لشل بين فان بوردن الذي يشرف على شؤون أكثر من 80 ألف موظف في أكثر من 70 بلداً “عززت إجراءاتنا الحاسمة التي اتخذناها في وقت سابق من هذا العام توريداتنا التشغيلية والنقدية” وأضاف “تمنحنا قوة أدائنا الثقة في تحديد اتجاهنا الاستراتيجي واستئناف نمو الأرباح”.

وأضافت شل أنها ستزيد مدفوعات مساهميها بنحو أربعة في المائة إلى 16,65 سنتا أميركيا للربع الثالث، وبعد ذلك سنويا وأعلنت المجموعة في سبتمبر أنها تهدف إلى تحقيق مدخرات سنوية تتراوح بين ملياري دولار و 2,5 مليار دولار من خلال تقليص طاقة التكرير.

ورغم انتعاش أسعار النفط إلى مستوى ثابت، إلا أن السوق تراجعت مجددا هذا الأسبوع حيث يشعر الزبائن بالقلق من فرض عمليات الإغلاق في أوروبا لمكافحة الموجة الثانية من إصابات كورونا وأعربت شل عن قلقها بشأن توقعات الربع الرابع وسط مخاوف متزايدة من عودة قوية للوباء.

وحذرت من أنه “نتيجة لـ كورونا لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين في ظروف الاقتصاد الكلي مع تأثير سلبي متوقع على الطلب على النفط والغاز والمنتجات ذات الصلة” وأضافت “علاوة على ذلك، تسببت التطورات العالمية وعدم اليقين في إمدادات النفط في عدم استقرار أسواق السلع الأساسية في عام 2020”.