ترجمة- أحمد مختار
تستمر القرصنة في التطور مع دخول المزيد من القراصنة في حلبة الممارسة لأسباب مختلفة. فقد أوضحت نتائج استطلاع أجري مؤخراً – وشارك فيه أكثر من 3150 مستجوباً من أكثر من 120 دولة وإقليم – أن حوالي 68% من القراصنة يمارسون القرصنة لهدف واحد هو الرغبة في التحدي، وذلك حسب الموقع المتخصصب المال والأعمال فنبولد finbold.
وتشير الدراسة إلى أن جني المال يمثل ثاني أكبر هدف لأعمال القرصنة، بنسبة 53%، بينما يمثل الحصول على تقنيات التعلم ثالث الأهداف بنسبة 51%. وخلصت الدراسة أيضا إلى أن حوالي 49% من القراصنة يشنون هجمات القرصنة لمجرد الاستمتاع، وأن 44% منهم يستهدفون منها تطوير حياتهم المهنية، بينما مثل استعراض الحسابات أحد أقل أسباب القرصنة بنسبة 8%.
واستعرضت الدراسة أيضا المنصات الشهيرة التي تستهدفها أعمال القرصنة، حيث تمثل مواقع الويب الغالبية بنسبة 71%، بينما تمثل واجهات برمجة التطبيقات (API) حوالي 7% منها، وتليها هواتف “أندرويد” بنسبة 4%. ومن المثير للاهتمام، أن التقنيات التي تحتوي على بيانات القراصنة تمثل 4% من المنصات المستهدفة وكذلك أنظمة التشغيل (نفس النسبة).
وأوضحت الدراسة كذلك أن حوالي 30% من القراصنة الذين شملتهم الدراسة مارسوا القرصنة لفترات تتراوح بين عام وعامين، وأن 20% منهم مارسوها لفترات تراوحت بين ثلاث وخمس سنوات، بينما استمر 5% منهم فقط في ممارسة القرصنة لأكثر من 15 عاما.
وقد برزت القرصنة باعتبارها إحدى أهم القضايا التي تثار عند تناول مفهوم الأمن السيبراني. وشهدت السنوات القليلة الماضية بروز أنماط جديدة من القرصنة رغم بقاء تقنيات القرصنة الأساسية على حالها إلى حد كبير، ومن الأنماط الشائعة الآن الهندسة الاجتماعية وإدخال البرامج الضارة وفقدان تصحيحات الأمان وكسر كلمات المرور وغيرها.
أصبح القراصنة اليوم أكثر ابتكاراً مع ظهور التقنيات الجديدة، مستفيدين من افتقار المستهلكين إلى المعرفة بكيفية عمل هذه التقنيات. فعلى سبيل المثال، توفر شبكة الجيل الخامس، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، سرعات أعلى ولكنها في نفس الوقت تنطوي على نقاط ضعف من أهمها جهل المستفيدين بتعقيدات استخدامها.
يضاف إلى ذلك أن القراصنة يستخدمون الذكاء الاصطناعي للتغلب على أنظمة الأمن السيبراني الحالية، حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الصناعي لمسح الشبكات بسرعة بهدف التعرف على نقاط الضعف واستدراج المستهدفين لتسليم المعلومات الحساسة.
ورغم أن القرصنة في معظم حالاتها تعد ممارسة غير أخلاقية تستهدف إلحاق الضرر بالمؤسسات فإن ظهور ما يعرف بالقرصنة الأخلاقية حظي باهتمام كبير. ذلك لأن القراصنة الأخلاقيون يشنون هجمات القرصنة بشكل احترافي لإبراز المخاطر العامة لبطاقة أداء أي نظام ونقاط الضعف فيها ومقترحات تحسينها.
وكما تبرز نتائج الدراسة، تعد مواقع الويب أكثر الأنظمة عرضة لهجمات القراصنة لأسباب مختلفة، من أهمها سهولة الوصول إلى مواقع الويب وكونها لا تتطلب أدوات توصيل خاصة، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام أي حاسوب أو أي جهاز مماثل موصل بالإنترنت.
ومن العوامل الأخرى التي تسهم بدور كبير في ازدياد أنشطة القرصنة دخول المبرمجين المبتدئين في مجال تطوير مواقع الويب. فهؤلاء المطورون الجدد يقدمون خدماتهم بسعر رخيص نسبة لقلة خبرتهم في مجال برمجة الويب، وينتهز القراصنة فرص التعامل معهم للتعرف على الثغرات في المشاريع التي يديرونها.
ومع استمرار تطور أعمال القرصنة في المستقبل يتوقع ازدياد الطلب على مهارات الأمان، حيث تتجه المؤسسات الآن إلى تأمين احتياجاتها الأمنية داخليا بتدريب منسوبيها باستخدام برامج التدريب المصممة لتطوير المهارات.
ومن المتوقع أيضاً أن يصبح المخترقون أكثر جرأة وأقدر على تفادي محاولات تتبعهم. فالقراصنة ذوي الطموحات التجارية لهم الآن مؤسسات يديرون من خلالها أنشطتهم، حيث توجد معظم هذه المؤسسات، التي يتوقع لها الانتشار والنمو في المستقبل، في مناطق لا ينظر فيها إلى الجرائم السيبرانية على أنها جرائم.