شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال في جلسة لمجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بشأن ليبيا ومنطقة الساحل، على ضرورة أن “تقوم الأطراف الليبية والدول في منطقة الساحل الأفريقي بإيجاد، وإدارة، حلول وطنية” لمواجهة التحديات الداخلية التي تتعرض لها هذه البلدان.
وحذر غوتيريش من أن انحدار ليبيا نحو صراع أعمق وأكثر تدميراً قد غذته مشاركة القوى الخارجية، موضحاً أنه ورغم بصيص الأمل الذي أتاحه مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا في 19 يناير، الذي حضره رئيس الإتحاد الأفريقي موسى فكي، إلا أن تعهد المجتمع الدولي بإنهاء التدخل الأجنبي لم يتحقق على الأرض.
وأضاف: “الحقيقة هي أن الأسلحة ما زالت تتدفق وأن العمليات العسكرية عادت مرة أخرى، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني الصعب أصلا” في ليبيا، معتبراً أن الانتهاكات المستمرة للحظر المفروض توريد الأسلحة إلى ليبيا بأنها “ليست أقل من فضيحة”.
الأمين العام يرحب بمبادرة الإتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية
وأكد الأمين العام لمجلس الأمن والسلام التابع للاتحاد الأفريقي أن “الأمم المتحدة لا تزال منخرطة بعمق في دعم مسارات الحوار الليبي الثلاثة”، مشيداً باجتماعات هذا الأسبوع للجنة العسكرية (5 + 5) التي يعقدها ممثله الخاص غسان سلامة في جنيف – التي “تعطينا بعض الأمل في إمكانية إنهاء التصعيد العسكري” حسب تعبيره.
من ناحية أخرى، رحب الأمين العام بمبادرة الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع للمصالحة الليبية في المستقبل، معربا عن تأييد الأمم المتحدة الكامل لعمل اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا التي انعقدت في برازافيل الأسبوع الماضي.
وقال غوتيريش لمجلس السلم والأمن: “إن الأمم المتحدة على استعداد لربط ممثلي الاتحاد الأفريقي في جميع مجموعات العمل للحوار بين الليبيين، بما في ذلك التي حددها مؤتمر برلين”، مضيفاً “المصالحة الوطنية الليبية مطلوبة بشكل عاجل. يجب أن نتأكد من أن جميع المبادرات الدولية تتناغم بشكل وثيق مع بعضها بعضا”.
جنيف: اختتام الجولة الأولى من محادثات اللجنة الليبية العسكرية المشتركة
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الجولة الأولى من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اختتمت أعمالها في جنيف، بـ”توافق بين الطرفين على أهمية استمرار الهدنة التي بدأت في مطلع العام، وعلى أهمية احترامها وتجنب خرقها”.
وكانت الجولة الأولى من اجتماعات هذه اللجنة المعنية بالشأن العسكري قد انعقدت بحضور ومشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الدكتور غسان سلامة.
وقالت البعثة الأممية إنها تشكر الطرفين على شروعهما في البحث الجاد بالمهام الموكلة إليهما، وعلى الروح المهنية العالية والإيجابية التي تميزت بها مباحثاتهما، مضيفة أنه قد “لاحظ وجود توافق واسع بين الطرفين حول حاجة اللبيبين الملحّة إلى المحافظة على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها والحفاظ عليها وحماية حدودها”.
وأشار البيان إلى توافقهما على “ضرورة الامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأية قوة خارجية، وعلى وقف تدفق المقاتلين غير الليبيين وإخراجهم من الأراضي الليبية” والاستمرار في محاربة المجموعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة.
ووافق الطرفان، حسب البيان الصحفي، على ضرورة استئناف التفاوض بينهما “وصولا لاتفاقية شاملة لوقف إطلاق النار”. وقد اقترحت البعثة على الطرفين تاريخ الـ 18 من فبراير الجاري موعداً لجولة جديدة من التفاوض في جنيف.