أدت المخاوف من تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي إلى انخفاض أسعار النفط الاثنين بنسبة تتجاوز الـ 2 بالمئة بينما ارتفعت أسعار الذهب والين اللذين يعدان ملاذين آمنين للمستثمرين.
وبلغ سعر برميل النفط الخفيف “لايت كرود سويت” عند الساعة (02:30 بتوقيت غرينتش) 52,93 دولارا في المبادلات الالكترونية في آسيا بعد تراجع نسبته 2,3 بالمئة. أما سعر برنت، النفط المرجعي لبحر الشمال انخفض 2,1 بالمئة إلى 59,41 دولارا للبرميل الواحد.
ومع ارتفاع حصيلة ضحايا الفيروس إلى ثمانين شخصا واقتراب عدد المصابين به من ثلاثة آلاف في العالم، يتحدث محللون عن مخاوف متزايدة من أن تصبح الأزمة مثل تلك التي حدثت في أسواق المال الآسيوية عندما تفشى فيروس سارس في 2003.
وأدى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق مدينة ووهان التي تضم 11 مليون نسمة وتشكل بؤرة المرض، وفرض قيود على السفر في عدد من المدن الصينية الأخرى بما فيها العاصمة بكين.
وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة “أكسيكورب” إن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم — بينما يبدو النمو في تحسن — قد تكون كبيرة.
وأوضح في مذكرة أن “أكبر تهديد للاقتصاد العالمي ليس ناجما عن انتشار المرض بسرعة في الدول عبر شبكة السفر العالمية فحسب”. بل أن أي صدمة اقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى نظرا للروابط التجارية والمالية المرتبطة بالعولمة”.
وأضاف “خلافاً لما حدث في 2003 عندما كان “انتشار فيروس” سارس أقل تأثيراً على أسواق العالم المتطور، يتأثر بقية العالم الآن”. إذ إنه إذا كان تأثير الفيروس الجديد بالدرجة التي أثر فيها فيروس سارس على الصين، يكون التراجع أسوأ مما هو متوقع لأن الاستهلاك يشكل جزءً أكبر من اقتصاد البلاد ونموه الشامل الأضعف حالياً”.
وأغلقت معظم أسواق المال في المنطقة بمناسبة رأس السنة الصينية. لكن بورصة طوكيو تراجعت في جلسة الافتتاح 1,9 بالمئة ثم أغلق مؤشر نيكاي على انخفاض نسبته 2 بالمئة. كما تراجع المؤشر الآخر توبيكس بنسبة 1,6 بالمئة. وشهدت أسعار أسهم شركات الطيران ووكالات السفر ومنتجات مستحضرات التجميل التي تلقى رواجاً كبيراً في الصين، انخفاضا حاداً. وسجلت أسواق المال في ويلينغتون ومانيلا وجاكرتا تراجعاً.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من 2 بالمئة بعد انخفاض تجاوزت نسبته 6 في المئة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن الطلب في ثاني اقتصاد في العالم.
وارتفع سعر الين مقابل الدولار أكثر من واحد بالمئة بعد انخفاضه لثمانية أشهر متواصلة. وأصبح الدولار يعادل 108,93 ينا مقابل 109,23 الجمعة. أما الذهب الذي يعد ملاذا آمنا في زمن الاضطرابات والشكوك، فيقترب سعره من 1600 دولار.