رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية، حفل افتتاح مبنى “سابك” الأربعاء الماضي في محافظة الجبيل، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي وبمشاركة قيادات الصناعة ومسؤولي القطاعين الحكومي والخاص، وعدد من رواد الشركة وتنفيذييها وأعضاء مجالس إدارتها السابقين والحاليين.
وقال سمو أمير المنطقة الشرقية: إن مبنى “سابك” بمواصفاته العالمية يمثل علامة مميزة تظهر التقدم والنماء اللذين حققتهما شركة سابك الرائدة، والأهم من المبنى هي الكوادر البشرية من شباب وشابات الوطن العاملين في هذا الصرح الذي يتوج أعمال “سابك” التي تعد من أهم الشركات في مجال البتروكيماويات على مستوى العالم”.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز كلمة تحدث خلالها عن تطورات صناعة البتروكيماويات في المملكة والإنجازات التي حققتها “سابك” في هذا المجال.
وقال وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، أعلن اعتزام شركة سابك بالتعاون مع شركة أرامكو البدء في أول مشروع بالمملكة بتحويل البترول إلى بتروكيماويات المعروف بالخام إلى المواد الكيميائية بمدينة رأس الخير والذي تبلغ سعته 400 ألف برميل يوميا والمستهدف استكماله خلال السنوات القادمة بإذن الله تعالى.
وأضاف سبق وأن أعلنت المملكة في النسخة الأولى لمبادرة السعودية الخضراء عن عزمها أن تكون المصدر الأول للهيدروجين النظيف في العالم بإنتاج 4 ملايين طن بحلول عام 2030 وأن هذا أصبح في الحد الأدنى وسيكون الحد الأقصى بمشيئة الله 6 ملايين طن متى وجد الطلب لذلك حيث سيتم إنتاج ما يقارب 3 ملايين طن منها في مدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين من خلال إطلاق عدد من المشروعات بحلول عام 2030 سيكون بعضها ضمن مجمعات إنتاج البتروكيماويات للأسمدة كما تستهدف منظومة الطاقة أن تكون المملكة من الأوائل في العالم في تطبيق تقنية التقاط الكربون باستخدامه وتخزينه حيث أعلن في المنتدى الثاني السعودية الخضراء الذي أقيم مؤخراً في شرم الشيخ عن إطلاق المرحلة الأولى لأكبر مركز بالشرق الأوسط لالتقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الجبيل الصناعية بطاقة استيعابية في هذه المرحلة 9 ملايين طن سنويا بحلول عام 2027 ثم ستكون ن شاء الله المحصلة النهائية بحلول عام 2035 نحو 44 مليون طن وسيكون هذا أكبر منشأة لتطوير هذا النوع وقد يكبر متى ما تطورت التقنيات مستقبلا والتي تتضمن التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصانع إنتاج الجلكوز والغازات الطبيعية التابعة لشركة سابك.
كما تقوم منظومة الطاقة من خلال تطبيق عناية الاقتصاد الدائري الكربوني بالعمل مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك على دراسة إنشاء مجمع التقاط الكربون في المنطقة المخصصة لاستخدامه وتعزيز مكانته الاقتصادية من خلال استخدامه في إنتاج مواد ذات قيمة اقتصاديه عالية مثل صناعة الأغذية والمشروبات والخرسانة المعالجة بالكربون وغيرها.
وأكد المهندس خالد بن هاشم الدباغ رئيس مجلس إدارة “سابك” أن هذا المبنى يمثل خطوة مهمة في مسيرة “سابك” باتجاه أن تصبح الشركة الرائدة المفضلة عالمياً في مجال البتروكيماويات، وفي الوقت ذاته، تعد “سابك” مصدراً للتفاؤل والنمو من خلال مساهمتها الفعالة لخلق مناطق جاذبة وحيوية لها طابعها الاقتصادي والاستثماري والاجتماعي والسياحي في مدن وطننا الغالي الصناعية، إن هذه المشاركة الفعالة لشركة سابك تتواكب مع التنمية الشاملة في بلادنا الحبيبة وتحت قيادة رؤية طموحة وحكيمة.
من جانبه، عبر المهندس عبد الرحمن بن صالح الفقيه الرئيس التنفيذي المكلف عن تفاؤله بأن يمثل المبنى منطلقاً حيوياً لزيادة قدرة الشركة على ترسيخ حضورها المؤثر في صناعة البتروكيماويات في جميع أنحاء العالم، ومواصلة التزامها بتلبية متطلبات زبائنها وخدمة المجتمعات التي تعمل فيها، وذلك تجسيداً لشعار “كيمياء وتواصل™” وفي إطار تحقيق رؤية “سابك” بأن نكون الشركة العالمية الرائدة في مجال الكيماويات.
يعد مبنى “سابك” في الجبيل أنموذجاً حديثاً لمقرات الشركات بإمكانات متنوعة، وتبلغ مساحة البناء الإجمالية للمبنى 254 ألف متر مربع، على أرض مساحتها 66 ألف متر مربع، بمساحة استيعابية تتسع لأكثر من 3600 موظف، وقد تم بناؤه بالكامل من حديد سابك، كما تم الاعتماد على المحتوى المحلي في 77 في المائة من مشتريات المبنى، شملت الأعمال الميكانيكية والكهربائية وأعمال التشطيب.
يتضمن المبنى قاعة محاضرات حديثة تتسع لأكثر من 1037 شخصاً، بالإضافة إلى مسجد غازي القصيبي الذي يتسع لـ 1000 مصلٍ، كما تم تجهيزه بمنظومة من مقومات تحسين بيئة العمل للموظفين، تشمل مساحات العمل المفتوحة، وفصول التعلم والتدريب والمناقشات التي تتسع لأكثر من 1500 شخص، بجانب وجود ناد رياضي يقدم خدماته للموظفين والموظفات، وحضانة مخصصة للأطفال، كما يضم المبنى مطعماً مركزياً من طابقين بطاقة استيعابية تصل لـ 1500 موظف، كما يتوزع في أقسام المبنى المختلفة 45 ركناً لخدمات الضيافة وتقديم المشروبات.
في جانب آخر، فقد تم تصميم المبنى ومساحاته الخارجية بحيث يعبّر عن الاندماج مع البيئة المحيطة به، فضلاً عن قيامه بدور في تحسين جودة الحياة للمنطقة وخدمة المجتمع، ومن ذلك عدم وجود أسوار عازلة وهو الأمر الذي يتيح مساحة بصرية مفتوحة يمكن من خلالها رؤية مختلف أجزاء المبنى من الخارج، كما توجد حديقة ملحقة بالمبنى تتضمن ممشى لممارسة الرياضة، وعدد من المرافق التجارية على الواجهة الخارجية للمبنى، والتي تخدم الموظفين والمجتمع ككل.
وقد حصل المبنى على شهادة LEED الذهبية للبناء المستدام، عن حلوله الذكية في إدارة الموارد وكفاءة الطاقة، حيث استخدم أكثر من 1500 لوح للطاقة الشمسية، المعززة بوسائل توظيف طاقة الرياح، وذلك لتوليد كامل الطاقة المستخدمة في إضاءة المركز الرياضي ومواقف السيارات، كما تم فيه خفض كامل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 11,642 طن، مما جعله أول مبنى يحقق الحياد الكربوني في مدينة الجبيل. وذلك تماشياً مع الاستراتيجية التي تنتهجها (سابك) وصولاً إلى هدف تحقيق الحياد الكربوني في جميع أعمالها بحلول عام 2050.
سيربط المبنى مواقع “سابك” العالمية من خلال أحدث التقنيات، متضمناً أنظمة متقدمة للبيانات والتميز البيئي والتشغيلي، وقد بلغ إجمالي أنظمة المبنى 321 ألف نظام، شملت السلامة والإدارة والكهرباء وتقنية المعلومات والأمن والأنظمة الميكانيكية، وهو حاصل على شهادة UTI المتخصصة في جودة مراكز المعلومات.
ويعبّر المبنى عن قيم “سابك” في الإلهام والإبداع والمشاركة والإنجاز، وهو نتاج لمسيرة الشركة في الابتكار والاستدامة على مدى أكثر من 45 عاماً، تضمنت الاستثمار في القدرات البشرية، وتطوير المعرفة، وبناء الخبرة، مع القيام بدور قيادي في المجال الصناعي، حتى أصبحت “سابك” اليوم في المركز الثاني عالمياً في قائمة أكبر شركات الكيماويات من حيث العلامة التجارية.
والشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” شركة عالمية رائدة في مجال إنتاج الكيماويات المتنوعة، ويقع مركزها الرئيس في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. تدير الشركة عملياتها الصناعية على المستوى العالمي ىعبر الأمريكيتين، وأوروبا، والشرق الأوسط، ومنطقة آسيا الباسيفيك؛ حيث توفر منتجات شديدة التنوع، تشمل:
الكيماويات، والبلاستيكيات الأساسية والمتخصصة، والمغذيات الزراعية، والمعادن. وتدعم “سابك” زبائنها من خلال تحديد الفرص المتاحة وتطويرها ضمن الأسواق النهائية الرئيسة، بما في ذلك قطاعات البناء والتشييد، والأجهزة الطبية، والتعبئة والتغليف، والمغذيات الزراعية، والكهربائيات والإلكترونيات، والنقل، والطاقة النظيفة، وغيرها. وقد حققت “سابك” في عام 2021م أرباحًا صافيةً بلغت 23 مليار ريال سعودي (6.15 مليار دولار أمريكي)، وسجَّلت إيرادات المبيعات في العام نفسه 174 مليار ريال سعودي (46.6 مليار دولار أمريكي)، وبلغ إجمالي الأصول 318 مليار ريال سعودي (84.9 مليار دولار أمريكي)، وكان حجم الإنتاج خلال العام 2021م نحو 58 مليون طن متري. تعمل الشركة في حوالي خمسين بلدًا حول العالم، وتضم ثروتها البشرية أكثر من 31 ألف موظف، وقد نجحت – بفضل تشجيعها الابتكار وتحفيز روح الإبداع – في تسجيل وامتلاك 10090 براءة اختراع؛ مع امتلاك موارد بحثية كبيرة تشمل محاور مركزية للابتكار تنتشر عبر خمس مناطق جغرافية رئيسة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وشمال آسيا.
الى ذلك أكد الرئيس التنفيذي المكلف لشركة سابك المهندس عبد الرحمن بن صالح الفقيه في حوار صحفي أن الجبيل الصناعية نقطة الانطلاق الأولى لشركة (سابك)، ولاحقاً احتضنت هذه المدينة العديد من مشاريعنا ومصانعنا وشركاتنا التابعة، إنها جزء أساسي في قصة (سابك) ونموها حتى أصبحت شركة عالمية رائدة. وتفخر سابك اليوم ليس فقط بوجودها الصناعي في الجبيل بل بإن تكون جزءًا من تطور المدينة وبناء إنسانها وخدمة مجتمعها. وفيما يلي نص الحوار:
– بدأت مصانعكم عملها من مدينة الجبيل، كيف ترون هذه المدينة بين الأمس واليوم؟
منذ السبعينات الميلادية، استثمرت (سابك) في مدينة الجبيل الصناعية؛ التي تعد من أهم مدن المنطقة من الناحية الاستثمارية والاقتصادية، وتتميز الجبيل بموقعها الفريد قريبًا من الممرات البحرية الدولية على الخليج، وتحوي ميناءين تجاري وصناعي، وقربها من مصادر الطاقة والمواد الخام اللازمة لصناعات التكرير والكيماويات، والصناعات المساندة، نحن سعداء اليوم بتدشين واحد من أكبر مقراتنا في واحدة من أشهر المدن الصناعية في العالم، بما تملكه من مستقبل واعد ونقطة جذب للعديد من شركات البتروكيماويات والمجمعات الصناعية المتخصصة في صناعة الكيماويات، فضلاً عن الشركات المتخصصة في مختلف المجالات.
– حدثونا عن علاقة الجبيل بسابك خلال العقود الماضية؟
الجبيل نقطة الانطلاق الأولى لشركة (سابك)، ولاحقاً احتضنت هذه المدينة العديد من مشاريعنا ومصانعنا وشركاتنا التابعة، إنها جزء أساسي في قصة (سابك) ونموها حتى أصبحت شركة عالمية رائدة، وتفخر سابك اليوم ليس فقط بوجودها الصناعي في الجبيل، بل بأن تكون جزءًا من تطور المدينة وبناء إنسانها وخدمة مجتمعها، والعمل بشراكة وتكامل مع مختلف القطاعات لخدمة مستقبل الجبيل الذي يليق بإمكاناتها المميزة وموقعها الإستراتيجي وقيمتها الثقافية والاجتماعية عبر التاريخ.
– ما أبرز الحلول النوعية التي يتميز بها المبنى الجديد لشركة (سابك) في الجبيل؟
أقيم المبنى على مساحة 254 ألف كلم مربع، وهو يضم العديد من الحلول والتقنيات النوعية، وقد حصل على الشهادة الذهبية (ليد) للريادة في تصميمات الطاقة والمباني المهتمة بالمباني الصديقة للبيئة، كما تدار عمليات المبنى بأكثر من 300 ألف نظام ميكانيكي وكهربائي وتقني.
تم استخدام حديد سابك بالكامل في المبنى، يعتمد جزئيًا على الطاقة المتجددة، جلبت له 77 % من المواد من مصنعين محليين، كما يتميز بنظام الإضاءة التلقائية الذكية في بعض أجزائه. هناك عدد من الحلول، من أبرزها قيام المبنى على إعادة تدوير المياه وبتقنيات حديثة بحيث يتم الاستفادة منها في عمليات الري للمساحات الخضراء مما يحقق توفيرًا في الموارد المائية. الواجهات الشمسية تم تصميمها بطريقة ذكية تتسق مع تفاوت درجات الحرارة التي تتعرض لها هذه الواجهات، بحيث تكون قادرة على إدارة مستوى الحرارة مسبقاً داخل المبنى بما يضمن ترشيد التيار الكهربائي المستخدم في التكييف، تم كذلك تطبيق تقنيات للتحكم بالرياح وتوجيهها داخل المبنى بشكل يحسن من بيئة المكان ويعزز وجود الهواء المتجدد، بالإضافة إلى الكثير من التقنيات الأخرى.
– كيف يسهم هذا المبنى في إستراتيجية (سابك) ودوركم في دعم رؤية السعودية 2030؟
ينضم هذا المبنى إلى مراكز عملنا الأساسية في المملكة، وكأحد أكبر مقراتنا في العالم، ليدعم التزامنا بالإسهام في دعم تطلعات القيادة الرشيدة لتكون المملكة نموذجاً عالمياً رائداً وناجحاً للتميز، من خلال الاتساق مع (رؤية السعودية 2030)، بلعب دور محوري ووسيط بين البترول والصناعة، ولوقوعها في منتصف سلسلة القيمة فيما يتعلق بالتصنيع. تسهم (سابك) في دعم الاقتصاد الوطني من خلال رفع مستوى التنافسية في الصناعات المحلية، وتقوية الوضع التنافسي الخارجي عبر الاستثمارات الناقلة للمعارف والعلوم، والتركيز على الاستثمار في التقنية والابتكار. وطورت (سابك) هيكلها التنظيمي وتبنت خطة تحول من أجل مواصلة النمو وتعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير الصناعات التحويلية وقيادة جهود توطين المشتريات وتنمية المحتوى المحلي.
– حدثني عن شخصية (سابك) التي تميزت بالشغف منذ البداية وصولاً إلى قرار إنشاء مبنى حالم تتوفر فيه أفضل التقنيات ويتميز بالتصميم المستقبلي صديق البيئة؟
هذه الشخصية تبدأ من الشكل الجمالي للمبنى، والذي يعد ميزة إبداعية ملفتة في المجال الهندسي والمعماري حيث يتيح التصميم شكلاً مختلفًا من كل زاوية يتم النظر إليه منها، وقد تم استمداد هذا التصميم من شكل الكريستال، كما أنه يعبر عن تكامل مجموعة من القطع الهندسية في نسيج بصري واحد، وهذا التكامل يعبِّر عن تجانس عناصر الكيمياء في عمل سابك. إننا ننظر إلى هذا المنجز كنتاج رحلة متكاملة، تبدأ بالاستثمار في قدرات الإنسان وفي المعرفة والبحث والابتكار، ولمواصلة هذا النجاح علينا أن نكون دائماً في حيز الفعل قبل رد الفعل، وألا يكون هدفنا الاستعداد والتكيف مع المتغيرات، بل أن نكون قادرين دائماً على المبادرة بصنع قواعد جديدة في التنافس.
– كيف ترون أثر المبنى الجديد لشركة (سابك) على الجبيل والمنطقة المحيطة به وعلى (سابك) خصوصاً مع تزامنه مع خطة التحول ورؤية 2030؟
المبنى سيكون إضافة جمالية وأيقونة معمارية تضاف إلى معالم الجبيل والمملكة، كما سيمثل تجسيدًا للمستقبل الذي تتجه إليه المملكة بخطوات واثقة وطموحة، سيعزز هذا الصرح من معرفة المجتمع بسابك وتفاعلهم معها كما سيضع معايير جديدة لمقرات الشركات ذات التصاميم المبتكرة والقدرات المستدامة. يسهم المبنى كذلك في إحياء المنطقة من حوله على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتجاري والسياحي، بما يجذب الأعمال الناشئة والمستثمرين المحليين والعالميين.