غينيا حيث يسعى الرئيس ألفا كوندي الذي يواجه حركة احتجاج منذ عام، للفوز بولاية ثالثة الأحد، دولة فقيرة في غرب إفريقيا على الرغم من ثرواتها الطبيعية الكبيرة.
أنظمة استبدادية
هذه المستعمرة الفرنسية السابقة كانت الدولة الوحيدة في إفريقيا الناطقة بالفرنسية التي رفضت في 1958 المجموعة الفرنسية الإفريقية التي اقترحها شارل ديغول. فقد اختارت الاستقلال وأقامت نظامًا اشتراكيًا بقيادة أحمد سيكو توري الذي حكمها بقبضة من حديد لمدة ربع قرن.
ونظامه مسؤول عن مقتل أو اختفاء خمسين ألف شخص، بحسب منظمات لحقوق الإنسان، ونفي مئات آلاف آخرين.
بعد وفاته في 1984، استولى العسكري لانسانا كونتي على السلطة في انقلاب، ثم انتخب رئيسا في 1990 وأعيد انتخابه مرتين في اقتراع لم يتسم بالحرية ولا بالشفافية.
في كانون الأول/ديسمبر 2008، توفي لانسانا كونتي بسبب مرض طويل واستولى مجلس عسكري بقيادة موسى داديس كامارا على السلطة من دون إراقة دماء. لكن في 28 أيلول/سبتمبر 2009، قمع الجيش في ملعب كوناكري تجمعا لآلاف المعارضين لترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقُتل 157 شخصا واغتُصبت 109 نساء، وفقًا للأمم المتحدة.
في كانون الأول/ديسمبر، أصيب موسى داديس كامارا بجروح خطيرة على يد مساعده في محاولة اغتيال مهدت الطريق لانتقال ديموقراطي.
انتقال ديموقراطي
في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2010، انتخب المعارض التاريخي ألفا كوندي رئيسا في أول انتخابات ديموقراطية. وأعيد انتخابه في 2015 لولاية ثانية بعد تصويت تخللته أعمال عنف واتهامات بالتزوير.
ومنذ عام تشهد غينيا احتجاجات قمعت بشدة في بعض الأحيان، ضد خطة نسبت إلى كوندي للترشح لولاية ثالثة، وهي نية أكدها أخيرا في أيلول/سبتمبر 2020. وقُتل عشرات من المدنيين خلال الاشتباكات.
وهو يرى أن الدستور الجديد الذي تم تبنيه في آذار/مارس يعيد “عداد” الولايات الرئاسية إلى الصفر لكن المعارضة تعتبر ذلك “انقلابا دستوريا”.
ثروات غير مستغلة
تحوي هذه الدولة التي يشكل المسلمون أكثر من ثمانين بالمئة من سكانها مجموعات عرقية عدة وخصوصا الفولاني والمالينكيس. وغينيا التي تحدها سيراليون وليبيريا وساحل العاج ومالي والسنغال وغينيا بيساو، تمتلك موارد طبيعية كبيرة وتبلغ مساحتها 245 ألفا و900 كلم مربع.
وهي واحدة من الدول الرائدة في إنتاج البوكسيت وتملك مناجم للحديد والذهب والماس والنفط. وما زالت الزراعة تشكل قطاع الوظائف الرئيسي.
وأدخل كوندي إصلاحات لتنويع الاقتصاد وتطوير قطاع التعدين. وشهدت البلاد نموا نسبته ستة بالمئة في 2018 و6,2 بالمئة في 2019، كما يقول بنك التنمية الإفريقي، بفضل الزيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التعدين وبعض التحسن في إنتاج الكهرباء. وفي 2020 وبسبب وباء فيروس كورونا المستجد، توقع بنك التنمية الإفريقي في نيسان/ابريل تباطؤ النمو إلى 1,4 بالمئة في أفضل الأحوال أو حتى انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1,8 بالمئة.
وتعاني غينيا من الفساد “المرتبة 130 من أصل 180 دولة حسب منظمة الشفافية الدولية” ومن تفاوت طبقي كبير. ويعيش أكثر من 55 بالمئة من السكان “13,6 مليون شخص في 2019” تحت خط الفقر. حسب البنك الدولي، لا يحصل الكثير منهم على الكهرباء والمياه الجارية.
ختان البنات وإيبولا
غينيا واحدة من الدول التي تشهد أكبر انتشار لممارسة ختان البنات الذي طال 97 بالمئة من البنات والنساء في 2014 حسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة. ووباء إيبولا الفتاك بدأ في غينيا “كانون الأول/ديسمبر 2013-2016” وأدى إلى وفاة أكثر من 11 ألف شخص في غرب إفريقيا، بما في ذلك 2500 في البلاد.
موسيقى الماندينغو
تعد غينيا مع مالي مهد موسيقى الماندينغو التي تُعزف بآلات رمزية مثل الكورا أو البالافون. ومن أشهر ممثليها موري كانتي الذي توفي في أيار/مايو وحقق شهرة كبيرة في العالم بأغنيته “ياكي ياكي”.