تحط طائرات تحمل مساعدات في بيروت أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ضمن الجسر الجوي السعودي للبنان لمساعدة منكوبي الانفجار في مرفأ بيروت، إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بالوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان وتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني إثر الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت أمس الأول.
ويحمل الجسر الإغاثي الذي انطلق اليوم 120 طناً من الأدوية والأجهزة والمحاليل والمستلزمات الطبية والإسعافية والخيام والحقائب الإيوائية والمواد الغذائية، يجسد القيم الإنسانية الراسخة التي يتحلى بها قادة هذا الوطن المعطاء، ويبرز الدور المحوري للمملكة على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا بكل حيادية.
وتعد المملكة في مقدمة الدول التي بادرت فور وقوع انفجار مرفأ بيروت إلى إسعاف الجرحى عبر الفرق الإسعافية والجمعيات الطبية التي يمولها مركز الملك سلمان، وسيسهم الدعم السعودي في تخفيف الضغط على المستشفيات اللبنانية التي واجهت ظروفاً صعبة في استقبال الجرحى عقب انفجار مرفأ بيروت، لاسيما وأن القطاع الطبي اللبناني كان يواجه قبل هذه الكارثة تحدياً كبيراً آخر في معالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – ١٩) والحد من انتشاره.
وتكمن أهمية المساعدات الإنسانية العاجلة التي تقدمها المملكة في أنها تأتي في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعيشها اللبنانيون، وتؤكد المملكة باستمرار موقفها الداعم لأمن واستقرار لبنان، وحرصها على تعزيز العلاقات الأخوية مع الشعب اللبناني الشقيق بجميع طوائفه، حيث تنفتح المملكة على جميع اللبنانيين وتعتبر مختلف فئات الشعب اللبناني المملكة بلد يريد الخير والازدهار للبنان.
ويأتي هذا الدعم امتداد لجهود المملكة السابقة حيث يقدر حجم المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية للبنان خلال الفترة الواقعة بين العامين ١٩٩٠ و٢٠١٥، من الهبات والمنح بناء على تقرير دولي ما يزيد عن الـ٧٠ مليار دولار، قدمت بشكل مباشر وغير مباشر، وتوزعت بين استثمارات، ومساعدات ومنح وهبات، وقروض ميسّرة، وودائع في البنوك والمصارف. ولم تتأخر المملكة على الدوام عن تقديم الدعم اللازم للأشقاء في لبنان، عبر المواقف السياسية والاقتصادية التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان منذ استقلاله، مروراً برعايتها “اتفاق الطائف” ودعمها مشروعات الإعمار، إذ استمرت في دعم لبنان سياسياً لتحرير جميع أراضيه واستعادة كامل حقوقه، كما دعمته اقتصادياً حتى يتخطى الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها، من خلال مشاركتها في مؤتمرات باريس الثلاثة، وفي مؤتمر سيدر في مارس ٢٠١٩.
وتجدر الإشارة إلى أن لدى المملكة تجربة طويلة في الأعمال الإغاثية، حيث أسهمت في دعم المتضررين من جراء مختلف الكوارث في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وتشارك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مد يد العون والمساعدة للشعوب في مختلف أقطار العالم.