نائب رئيس قنوات الرياضة السابق: موظف بنك أبعد الإدارة السابقة واختار الحالية ثم رحل!

أجرى اللقاء – أحمد العجلان:

يعد المهندس تركي الدعجم من الكفاءات الإدارية التي خاضت تجربة مثيرة في الإعلام الرياضي من خلال القنوات الرياضية، كما أنه قام بتقديم أكثر من برنامج مثير، الدعجم الذي بقي في منصب نائب رئيس القنوات الرياضية لفترة غادر موقعه وسط ظروف غامضة.. إليكم تفاصيل مثيرة يكشفها الدعجم عبر هذا الحوار:

* تركي الدعجم غادر موقعه نائباً لمدير عام القنوات الرياضية بشكل مفاجئ، ما هي القصة؟

– القصة بدأت منذ تولي عبدالإله بسيوني رئاسة الهيئة بشكل مؤقت، حيث أعفي بعد أشهر قليلة من تعيينه… وطبعاً كان قبله المهندس بندر المشهدي وهو مدير عام OSN هذا الرجل من الكفاءات المحترفة جداً جداً ولكن لم يستمر طويلاً ورجل محترف ومتخصص في التلفزيون …

عموماً … الشخص المسؤول عبدالإله بسيوني كان يعمل في أحد البنوك وبعد تعيينه المؤقت ركز على إدارة القنوات الرياضية بشكل غريب وغريب جداً! وكان يسمع من الآخرين وطلب منه أكثر من مرة الاجتماع مع إدارة مدير عام القنوات الرياضية السابق الإعلامي المعروف والمهني الزميل صالح الورثان.. ولم يمنحه حتى فرصة الحديث عن خطة العمل السابقة والحالية كما يفعل أي مسؤول جديد وحريص ومنصف!

وقد طلب منه الزميل صالح الورثان مرة ومرتين وثلاثاً الالتقاء به لطرح عرض مرئي لا يتعدى عشر دقائق ولكن لم يسمح له! … وفجأةً ودون أي إشعار لإدارتنا أو لقاء بها.. وكنت وقتها مشغولاً في اجتماع إداري اتصل بي الزميل صالح الورثان وأخبرني بأنه أعفي من منصبه، وأنه يتمنى لي ولزملائي التوفيق في الفترة المقبلة. وتصور أن الرئيس المؤقت ترك هذا الأمر لغيره! واكتفى بإرسال قرار مجحف تم فيه إعفاء زميلي صالح الورثان ونقله دون سبب إلى قناة الإخبارية وذلك في نفس قرار تعيين المدير الجديد..!

أما بسيوني فقد استدعاني إلى المكتب وقال أنت باق في منصبك نائباً للمدير وليس كما أشيع؛ والرسالة موجودة.. ولكن لم أحضر له وأخذت إجازة بعد الاجتماع مع الإدارة الجديدة حتى غرَّدت في تويتر.

* بماذا غردت في تويتر؟

– استفتاء عن مباراة الهلال وفريق إيراني.. ويشهد الله لا أقصد فيها إلا قياس ولاء الجماهير الرياضية السعودية وهل يؤثِّر فيها الميول وكان الاستفتاء من تتمنى الفوز الهلال أو الفريق الإيراني فانقلب التويتر ومنشن الرئيس وحسابات مؤثّرة للأسف أثارت الموضوع وأنا في منزلي وينزل قرار بإرجاعي لمذيع فقط ويتم تعليق الخطاب على لوحة الإعلانات وما زالت، وبعدها بقيت فتره وطلبت نقلي، وحينها كان داود الشريان الرئيس بعد إعفاء سريع لبسيوني! فتم نقلي عن طريقة إلى الشؤون الفنية بحكم تخصصي في الهندسة الكهربائية… وما زلت أخدم الوطن في أي مكان ومن أي موقع… هكذا كانت الحكاية باختصار.

* هل هناك أناس لا يرغبون في وجودك بالقناة، ولماذا؟

– نعم… وهم أنفسهم الذين سعوا في تشويه سمعة إدارتنا وإبعادنا لأسباب غير مهنية بل شخصية ربما، ولعدم قدرتهم على المنافسة والجدارة العملية أو أمور احتفظ بها ومن المخجل ذكرها.

* لماذا لا نكون واضحين.. أنت رجل غير مرغوب فيه من قبل مدير القناة الحالي غانم القحطاني هل تتفق معي ولماذا غانم لا يرغب بك؟

– سؤال مهم يفترض أن يوجه إلى غانم نفسه، فالمدير الناجح هو الذي يحتوي الجميع ولا يبعد أحداً إلا إذا كان يخشى من المنافسة ويخاف على موقعه..! الصحيح أننا كلنا في خدمة الوطن، ويجب على من يتولى أي أمر أن يستفيد من الجميع كما فعل المدراء السابقون الذي لم تكن سياسة الإبعاد منهجاً لهم..!

* المتابع للقناة يلحظ عدم الحياد والانحياز ضد أندية بل ناد واحد، من يختار الضيوف ولماذا الانحياز؟

– هذا أمر مرفوض وتسأل فيه الإدارة الحالية التي تعرضت لانتقادات شديدة من قبل الرأي العام والجماهير لوقوعها في أخطاء مهنية واضحة ويعرفها الجميع.

* بالمناسبة الزميل غانم يحظى بدعم كبير من مدرج واحد فقط أقصد جمهور ناد واحد لماذا برأيك؟

– نعم، هذا واضح من خلال الهاشتاقات التي تتصدر تويتر! والآن يعد تويتر مقياس الرأي العام والراصد الحقيقي للنجاح والفشل ولاسيما أنه يمثِّل الاستفتاء الجماهيري.

* هل صحيح أن القنوات الرياضية تدار أحيانًا من وسط بيوت أو مزارع أعضاء شرف؟

– يكثر الحديث عن ذلك ولا أجزم به. لكن المدير الفعلي لأي عمل ناجح هو من يرتبط بهيكله الإداري كما فعل المدراء السابقون ومنهم الزميل صالح الورثان الذي كان يرفض التدخل في شؤون عمله إلا من رؤسائه في الجهاز نفسه..!

* من المستفيد من التعصب ضد ناد واحد فقط في القنوات الرياضية، هل ميول مسؤولي القناة السبب أم ماذا؟

– للأسف إذا طغت الميول، وتحكم التعصب في العاملين دون وجود إدارة إعلامية عادلة فمن المتوقع أن يتحول العمل الإعلامي إلى عكسه تماماً..!

التعصب بكل حالاته مزعج؛ فما بالك إذا كان ممن يعمل في مجال توجيه الرسالة الإعلامية نفسها..!

* هناك من يقول بأن القناة حاليًا تُدار من وزارة الرياضة، هل هذا صحيح؟

– وزارة الرياضة جهة إشرافية على العمل الرياضي، أما إعلامياً فمن المفروض أن تكون القنوات تحت إشراف هيئة الإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام، وأي إشراف آخر لا يتناسب مع الواقع إلا إذا سهلت إدارة القنوات هذا الأمر لأي جهة..!

* غموض كبير وتوضيحات غير مقنعة لإعادة مباراة الهلال والنصر الشهيرة بهدف جحفلي عبر معلّق لم يسمع من قبل؟

– المباراة أُقيمت في نهاية إدارة الدكتور محمد باريان وكانت بصوت المعلق محمد غازي صدقة، ولا شك أن تغيير صوت المعلّق تتحمّله إدارة القنوات حالياً دون أدنى شك. فإما أن تعاد المباراة بصوت معلّقها الأساسي أو الاعتراف والاعتذار للجماهير بسبب هذا الخطأ الواضح والعرف الإداري أن أي مباراة تعاد بالصوت الرئيسي.

* برأيك لماذا لم تتطور القناة الرياضية على مدى عقود، فهي تتقدّم خطوة وتتراجع خطوات؟

– في عهد إدارة زميلي صالح الورثان جاء تعيننا بعد فترة محمد باريان التي شهدت غياب الدوري الممتاز لكرة القدم، وقد اجتهدنا جداً في تطوير المحتوى والبرامج رغم عدم وجود ميزانية أو دوري أو مباريات. وكنا كمن ينحت في صخر. ونجحنا في الموضوعية واستقطاب الشباب وتنويع البرامج والتغطيات الشاملة لكل الألعاب الرياضية دون أي مساندة بميزاتية أو دعم إداري، حيث كان التلفزيون مشغولاً بكثرة تغيير رؤسائه آنذاك. وأجزم لو أن إدارة الزميل الرائع صالح الورثان استمرت ووجدت الدعم بميزانية قوية وبعودة الدوري والمباريات فإن الوضع سيكون مختلفاً لما يملكه هذا الرجل والقيادي الناجح الزميل صالح الورثان من فكر وحس إداري وإعلامي كبيرين.

أما الإدارات الأخرى فلا أستطيع الحديث عنها لأن المشاهد أصبح واعياً وواعياً جداً.

* في ملخصات كأس آسيا 88 عرضت ركلات الترجيح أمام كوريا التي سدّدها ماجد والهريفي وصالح المطلق ولم تعرض التي سددها النعيمة، من هو الشخص دقيق الملاحظة والذي يقوم بمثل هذه التصرفات ولماذا؟

بلا شك هذا خطأ مهني جسيم، ومسؤولية إدارة القنوات معرفة المتسبب وفي أي قسم ومحاسبته. والمفروض عدم عرض المادة قبل مراجعتها من قبل إدارة الرقابة.

* هناك أفلام وثائقية عن أحداث تاريخية للكرة السعودية يتم خلالها التركيز على لاعبين أندية وتجاهل آخرين رغم أنها أحداث للمنتخب تعرض على القناة، مثل هذه الأفلام مسؤولية من؟

– مع الأسف أنا ومبادئ العمل المهني ضد أي خطأ يتجاوز حدود المهنية الإعلامية. ودائماً فإن أي خطأ مهني يفصح عن عدم متابعة وضعف واضح في الإشراف والرقابة الإعلامية.

* يقال إن هناك عبثاً في مكتبة القناة الرياضية، هل سمعت بذلك ولماذا هذا العبث وكيف يتم إيقافه؟

– أي عبث وأي خطأ في مكتبة القنوات الرياضية تتحمّله الإدارة المسؤولة بلا شك، وأتذكر وقت رئاسة الدكتور عبدالملك الشلهوب للهيئة كان قد وضع مكتبة التلفزيون والقنوات الرياضية تحت رقابة صارمة حرصاً على عدم وجود هذا العبث الذي تحدثم عنه..! كما أن أرشيف ومواد القنوات الرياضية لو سرّبت معروفة تماماً لدى المشاهدين، وهذا دور الإدارة القانونية بمساءلة المسؤولين عن ظهور بعض المواد عبر قنوات أخرى..!

* أيضًا نلاحظ ضيوف ميولهم هلالية موضوعيين في برنامج الديوانية في حين أنه يتم استضافة متعصبين من ذوي الميول الأخرى في نفس البرنامج؟

– إذا طغى الميول في الاستضافة من قِبل فريق الإعداد فهذا خطأ مهني جسيم؛ ويدل على غياب الرقابة الإدارية والإعلامية، ويدل على إقحام الميول في العمل وهذا يتنافى مع قيم وأمانة العمل الإعلامي الحيادي والموضوعي. ولو حدث ذلك فمن المفروض أن يتم إبعاد كل من يتسبب في هذه الأخطاء.!

* هل تتطلع لعهد جديد للقنوات الرياضية بوجود معالي الوزير الجديد الدكتور ماجد القصبي..؟

– بلا شك، فمعالي الوزير قيادي وطني ومعروف وناجح وأسميته الوزير الجوكر الذي تضعه في أي مكان وينجح ما شاء الله وليست مجاملة ولكن الناس شهود الله في أرضه، وأنا واثق من أنه سيضع جميع ملفات هيئه الإذاعة والتلفزيون وتطويرها إدارياً وإعلامياً في حسبانه وهو القائد الكبير والخبير الذي لا يجرب.