هل يفتقد طفلك أصدقاءه في الحجر؟ إليك طريقة التعامل المثلى معه

الرياض – «الجزيرة»:

من أهم الآثار الجانبية لجائحة كورونا افتقار الأطفال لأصدقائهم، خاصة عندما يكون الطفل وحيدًا وبلا أشقاء. وقد نجد الطفل في هذه الظروف يعبّر عن الشعور بالوحدة بالغضب والقلق ومشاكل في النوم؛ لأن الصداقات تساعد على إبقاء الأطفال أقوياء ومرنين وسعداء ومرتاحين.

ورغم تحفُّظ بعض الآباء على تسهيل استخدام التقنية للأطفال، خاصة الصغار، إلا أن المختصين في الوقت الحالي ينصحون بالاستعانة بها كصديق لطفلك. تقول المعالِجة النفسية أليسيا إيتون، مؤلفة كتاب «الإسعافات الأولية لعقل طفلك»: إن التواصل والتفاعل مع الأصدقاء عبر الإنترنت يوفّر الدعم الذي يحتاجون إليه في حالة الإغلاق، وسيكون مهمًّا أيضًا عند عودتهم إلى بيئة مدرسية جديدة غريبة ومقلقة بعد انتهائها؛ إذ تساعدهم الصداقات القوية على العودة إلى المدرسة، والشعور بالقدرة على التعامل مع أي تحديات.

وتقدم إيتون نصائح عدة لمساعدة طفلك على التواصل مع أصدقاء من خلال التقنية مهما كان عمره.

من سن السادسة وما دونها

بعض الأطفال، خاصة أثناء نموهم وتقدمهم في العمر، يسعدهم مشاركة أفكارهم وعواطفهم في مكالمات الفيديو عبر التطبيقات المختلفة، سواء صوتيًّا أو بالصورة، في حين أن اتصال الأطفال دون سن السنتين يجب أن يكون أقل شفهيًّا وأكثر مرئيًّا وليس من أجل الدردشة فقط؛ إذ من المهم إعطاء طفلك أنشطة للمشاركة مع أصدقائه عبر مكالمة فيديو من خلال الألعاب التي تحتاج إلى البحث والاكتشاف والتتبع، مع منح كل طفل قائمة توضيحية بالأشياء البسيطة التي يمكن العثور عليها. من المرجح أن يتعاون طفلك بشكل أفضل مع مجموعات أصغر مكونة من فردين إلى أربعة؛ إذ تقل احتمالية التحدث عن بعضهم، وينتهي الأمر بعدم التعرُّف على بعض.

من 7 إلى 12 سنة

في هذا العمر تكون الصداقات في عمر الطفل مهمة جدًّا، مع أنها يمكن أن تكون متقلبة للغاية. تقول إيتون: عند عودة طفلك إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية فجأة لا يصبح أقرب صديق له هو صديقه المفضل. ويمكن أن تساعد التقنية المناسبة طفلك على الحفاظ على الصداقات التي يهتم بها حقًّا.

وتقترح إيتون تنظيم لقاءات عبر تطبيقات التواصل مصغرة بدلاً من دعوة الصف بأكمله حتى لا يشعر طفلك بالخجل من الكاميرا، ويكون بإمكانه أن ينضم إلى المحادثة. كما تنصح بضرورة الاستفادة من الألعاب والمنصات على الإنترنت التي تسمح للأصدقاء بالتجمع في عالم افتراضي، واللعب والدردشة في الوقت نفسه.

وإن كنت قلقة من قضاء طفلك وقتًا طويلاً أمام الشاشة فتنصح إيتون بالتركيز على نوعية وجودة الوقت أكثر من كمه ومدته، ويمنحك استراحة، ويسمح لأطفالك بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا التي لديهم في المنزل.

المراهقون

تمنح الاستقلالية المتزايدة للمراهقين خيارًا أوسع لطرق الحفاظ على التواصل بشكل مستقل؛ إذ تتصدر الرسائل ومكالمات الفيديو فواتيرهم، ومحادثات الفيديو، ويصبح اللعب بالخلفيات المثيرة جزءًا رئيسيًّا من المحادثة مع إمكانية إضافة الرموز التعبيرية إلى وجوه بعضهم.

لمجرد أن المراسلة أصبحت سهلة جدًّا فهذا لا يعني أنها مناسبة لكل وقت؛ إذ تؤكد إيتون ضرورة حث الأطفال والمراهقين على التحدث، واستخدام التعابير اللفظية والكلمات؛ فقد تمرّ أسابيع وأسابيع في التواصل مع الناس دون التحدث الفعلي المباشر. وهنا تأتي أهمية مكالمة هاتفية جيدة من الطراز القديم لتكون فرصة للمراهق للتحدث مع أصدقائه، والاستمتاع بعلاقة الاستماع مع بعضهم أيضًا.