New Conservative Party leader and incoming prime minister Boris Johnson leaves the Conservative party headquarters in central London on July 23, 2019. Boris Johnson won the race to become Britain's next prime minister on Tuesday, heading straight into a confrontation over Brexit with Brussels and parliament, as well as a tense diplomatic standoff with Iran. / AFP / Niklas HALLE'N

بوريس جونسون يشيد باستجابة (المجتمع) البريطاني في مواجهة كورونا

أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باستجابة المجتمع لأزمة فيروس كورونا مخالفا بذلك المقولة الشهيرة لرئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارغريت تاتشر التي قالت “لا يوجد شيء اسمه المجتمع”.

فقد اغدق جونسون الثناء على المجتمع البريطاني بعد أن تداعى نحو 750 الف شخص الى تلبية الدعوة للمساعدة في دعم نظام الصحة الوطني ومساعدة كبار السن والفئات الضعيفة من المجتمع التي تلتزم بالعزل الذاتي.

وعاد 20 الف من الاطباء والممرضات المتقاعدين ومختصي الرعاية الصحية السابقين الى المساعدة على الخطوط الطبية الأمامية مع انتشار الفيروس.

وطُلب من طواقم شركات الطائرات مساعدة الطواقم الطبية،وسارعت مجموعات من المجتمع إلى مساعدة الجيران، بينما تمت تعبئة الشركات للقيام بجهد جماعي لم تشهده البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال جونسون “من الأمور التي اثبتتها ازمة فيروس كورونا ان هناك فعلا شيء اسمه المجتمع”.

والاسبوع الماضي اعلن جونسون اصابته بالفيروس وقال انه يعاني من “اعراض طفيفة”.

وأكد في تسجيل فيديو عبر تويتر أن الفيروس سيتم التغلب عليه من خلال الجهد الجماعي، مضيفا “سنتغلب عليه معاً”.

– “تحول دراماتيكي” – أطلقت تاتشر تصريحها الشهير في ذروة سلطتها التي استمرت 11 عاما والتي أحدثت تحولا في بريطانيا بعد أن أدت الاضطرابات الصناعية التي شلت البلاد في السبعينات إلى الاطاحة باسلافها العماليين.

وقالت في مقابلة لمجلة في 1987 “لا يوجد شيء اسمه المجتمع.

هناك افراد من رجال ونساء، وهناك عائلات”.

وفسر انصارها ذلك التصريح بأنه دفاع عن الفردية في السوق الحرة وانتقاد للاعتماد المفرط على الدولة.

لكن المعارضين، لا سيما الليبراليين واليساريين، استغلوا ذلك كدليل على قسوة المحافظين، ونقص التراحم، والأنانية في الوقت الذي كانت ترتفع فيه معدلات البطالة ويتغير فيه المجتمع.

واتهمت تلك السياسة بأنها أدت الى توسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء، حتى أن رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير قال انها أدت أيضاً إلى “الانعزالية والعزلة” على الساحة العالمية.

حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه على أنه جزء من اتجاه عالمي للابتعاد عن التعاون الدولي.

لكن الدعم غير المسبوق الذي قدمته الحكومة للشركات والأفراد الذين تضرروا من أزمة فيروس كورونا، أعاد تسليط الأضواء على العلاقة بين الناس والحكومة.

وقال جونسون الاسبوع الماضي “لم يسبق في تاريخنا أن أحاطت الحكومة الناس بذراعيها كما تفعل الآن لمساعدتهم على تخطي هذه الأوقات”.

ويعتبر هذا التحول دراماتيكيا بشكل خاص لأنه يأتي بعد أشهر من وصف المحافظين لاجندة حزب العمال الاشتراكية بأنها “طائشة” وتعتبر تهديدا للاقتصاد.

– “دولة كبيرة” – ولكن هل يعني ذلك أن جونسون يؤذن بتغيير جذري في سياسة حزب المحافظين؟ تختلف الآراء في ذلك.

قال أستاذ التاريخ ريتشارد فينن من جامعة “كينغز كوليدج لندن”، إن رئيس الوزراء استخدم عن دراية اقتباساً مشهوراً “تم أخذه عمدا خارج السياق” على مر السنين.

وصرح فينن، مؤلف كتاب “بريطانيا تاتشر” لوكالة فرانس برس “+الدولة الكبيرة+ هو بالتأكيد ابتعاد عن ارث تاتشر”.

وقال “لكن تاتشر استخدمت الدولة في أوقات معينة”، مشيرا الى تشكيلها “وزارة حرب” خلال نزاع جزر فوكلاند مع الأرجنتين عام 1982.

ورأى المحاضر السياسي بن ويليامز، من جامعة سالفورد، إن أزمة كوفيد-19 أعطت جونسون “الفرصة لإعادة تشكيل موقف المحافظين تجاه المجتمع” وإعادة صياغته بشكل حاسم.

وكتب ويليامز على على موقع “كونفيرزيشن” انه يبدو أن جونسون “يدرك أن هذه الأزمة هي فرصة لكي ينقي صورة حزبه رسميا من الجزء الأكثر سلبية من ارث تاتشر”.

ولكن رغم كل التركيز على الكفاح الجماعي، قال فينن إن الإجراءات الاقتصادية الاستثنائية من المرجح أن تكون لها “عواقب طويلة المدى ومعقدة” لسنوات مقبلة.

وقد ألمح وزير المالية ريشي سوناك بالفعل إلى أن زيادة الضرائب قد تعوض هذا التدخل الحكومي، وهو ما أثار مخاوف من أن عامة الشعب الذين يحصلون على الاشادة الآن سيدفعون ثمنها في المستقبل.