شباب جازان وفتياتها يثبون نحو المستقبل بمشروعات ريادية

استثمر شباب وفتيات جازان الخطط والبرامج التي أعدتها مؤسسات الدولة لدعم رواد ورائدات الأعمال لتأهيلهم وتطوير أفكارهم الواعدة وتمويل مشروعاتهم المستقبلية، فشقوا طريقًا استثماريًا، حولوا من خلاله أفكارهم لمشروعات ذا ت قيمة تنافسية عالية، مساهمين في بناء مجتمع ريادي يحفز إبداعًا بما يساير مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وتوسعت مشروعات الشباب والفتيات في أرجاء محافظات منطقة جازان، مستفيدين من فرص التمويل التي يقدمها بنك التنمية الاجتماعية بالمنطقة، ضمن

دوره الريادي في تمويل المشاريع الإنتاجية المتوسطة والصغيرة والمتناهية في الصغر، حيث أسهم البنك منذ بدء برامجه التمويلية في تقديم التمويل لنحو 1600 مشروع إنتاجي بالمنطقة بقيمة تجاوزت 200 مليون ريال، إلى جانب تمويل 3520 مشروعًا متناهية الصغر بقيمة تجاوزت 52 مليون ريال.

وتنوعت النشاطات الاستثمارية الممولة من البنك لتشمل مصانع متخصصة، ومحلات بيع قطع غيار السيارات والمعدات الثقيلة، وورش ميكانيكا، ومطاعم، ومتاجر للهدايا، وتجهيز الاحتفالات، ومحلات إعداد القهوة، واستديوهات التصوير.

ويبرز بين المصانع القائمة في مدينة جازان الصناعية “مدن” مصنع متخصص في الألوان كمشروع نوعي في ريادة الأعمال مدعوم من بنك التنمية الاجتماعية، حيث بدأ إنتاجه الأول مطلع العام 2017م بـ 10 أطنان من الملونات للدهانات والإسفنج والبلاستيك السائل “بي في سي” شهريًا، فيما أثمرت خطط مالك المصنع المهندس محمد نور، في التدرج نحو زيادة الإنتاج ونجاح فرص التسويق وتوقيع عقود مع شركات متخصصة عملاء لمنتجات المصنع من الألوان، حتى وصل إنتاج المصنع حاليًا إلى 25 طنًا من مختلف أنواع الملونات الثلاثة.وظفر المصنع بتوقيع عقود تصدير خارجية لدول الإمارات والكويت واليمن.

ويعد مصنع إنتاج عبوات المياه بصناعية أبوعريش، مثالًا للسعي نحو تحقيق الطموح واستغلال الفرص الاستثمارية التي تزخر بها منطقة جازان، حيث استثمر المهندس أحمد الضايحي بخط إنتاج واحد عام 2015م بطاقة إنتاجية 2700 عبوة يومياً  ليصل إلى 6 آلاف عبوة مياه و35 ألف غطاء للعبوات يومياً  من خلال ثلاثة خطوط إنتاج، إضافة إلى إنتاج أكياس البلاستيك بدءًا من العام 2018م بنحو طن ونصف يومياً  ليصل إلى إنتاج أربعة أطنان من الأكياس حاليًا، تسوق محليا لعملاء في مختلف محافظات منطقة جازان، وكذلك خميس مشيط ومكة المكرمة.

وتؤكد تجربة المهندس الضايحي أن السنوات الخمس الماضية أكسبته تجارب ومعارف وخبرة وفتحت أمامه أفقا تدفعها همة من الطموح بحثًا عن منتج متميز عبر استثمار أحد موارد جازان الطبيعية وتصنيعه وتصديره مستقبلًا.

واستفاد أخصائي التغذية أمجد معشي، من تخصصه الأكاديمي ومن تمويل بنك التنمية الاجتماعية، ليحول أفكاره إلى مشروع استثماري في المكملات الغذائية، حيث منحه التخصص قدرة على الإلمام بأهمية التغذية وأنواع المكملات، معززًا تجارته باستيراد منتجات من دول عدة حول العالم، فيما تحول الطالب الجامعي عمرو قرهدي من بائع في أحد محلات العطور، إلى وكيل لإحدى الماركات العالمية المتخصصة في العطور، موفقًا بين دراسته الجامعية ومشروعه الاستثماري الخاص، كما تدرج حسن حكمي من موظف في محل لبيع قطع غيار السيارات براتب 1800 ريال، إلى ريادي يمتلك مشروعه الخاص في ذات المجال.

واستثمرت نوف إبراهيم أبوالسيل، الأكلات الشعبية التقليدية بمنطقة جازان بطريقة طهي وتقديم عصري لتخطو بمشروعها الاستثماري الممول من بنك التنمية الاجتماعية نحو النجاح المأمول، كما نجحت سالي عبدالرحمن زميم، في تحويل موهبتها في التصوير إلى مشروع ريادي من خلال أستوديو متخصص في التصوير.

ويمثل بنك التنمية الاجتماعية البوابة الكبرى لتمكين ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر حزمة من البرامج لإنشاء جيل من الرياديين والرياديات، عبر عدد من المسارات تشمل ” الناشئ والخريج والتميز والاختراع “، حيث تتراوح قيم التمويل بين 300 ألف حتى 4 ملايين ريال، وفقا لمسار كل مشروع، فيما يؤدي معهد ريادة الأعمال الوطني بجازان، دورًا تكامليًا مع البنك من خلال نشر ثقافة العمل الحر وتسهيل الحصول على القرض من البنك، وتقديم دراسات الجدوى الاقتصادية ودعم الأفكار ومساندتها حتى تصبح مشروعًا على أرض الواقع، وكذلك تسهيل الحصول على التراخيص للمنشأة وتقديم الاستشارات.

وعززت غرفة جازان دورها في تنمية ودعم رواد ورائدات الأعمال عبر برامج تأهيل وتطوير الأفكار وتحويلها لمشروعات وتطوير المشروعات القائمة بهدف الاستدامة وتشجيع التصنيع وزيادة فرص الاستثمار عبر ورش عمل وحقائب تدريبية لتنمية المهارات وتقديم الاستشارات الإدارية والقانونية والمالية، إلى جانب إتاحة فرص التمويل بالتنسيق مع بنك التنمية الاجتماعية.