“المحافظين” بزعامة جونسون يفوز بالأغلبية في البرلمان البريطاني

فاز حزب المحافظين البريطاني بزعامة بوريس جونسون بأغلبية مطلقة في الانتخابات ليشغل حزبه 341 مقعدا من الأصوات التي تم حصدها حتى الآن، وذلك من أصل 650 في مجلس العموم، متقدما على حزب العمال بقيادة جيريمي كوربن، الذي حصل على 201 مقعدا فقط، بحسب آخر الإحصاءات.

وحصل الديمقراطيون الليبراليون على 8 مقاعد، فيما حصل الحزب القومي الاسكتلندي على 46 مقعدا. وستُمكن هذه النتائج جونسون من المضي قدماً في تطبيق البريكست، وخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، خلال موفى كانون الثاني/يناير عوضاً عن التفاوض حول اتفاق جديد للخروج وطرحه لاستفتاء شعبي كما أراد العمال.

ومع إعلان فوز جونسون قفز سعر الجنيه الإسترليني بنسبة قاربت 2% مقابل الدولار، و1,6% مقابل اليورو.

من جانبه رحب دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي بوضوح الفوز الانتخابي الحاسم، فيما يبدو، الذي حققه المحافظون، ما سيتيح لهم المرور سريعا إلى الانسحاب من الاتحاد، ولكن التحديات ستكون كبيرة فيما يخص التوصل إلى اتفاق تجاري بنهاية 2020، بحسب أحد الدبلوماسيين.

وأدلى البريطانيون بأصواتهم الخميس للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة بوريس جونسون أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة ستطبع الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.

وجرت الانتخابات في بلد يراوح في مأزق بريكست منذ تصويته بنسبة 52% من أجل الطلاق في استفتاء جرى عام 2016. والخروج من هذا المأزق كان تحديدا هدف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون حين دعا إلى هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أربع سنوات، آملا في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها لطي صفحة هذه المسألة التي تثير شرخا كبيرا في المملكة المتحدة.

وفي تعليق على هذه النتائج الغير رسمية، قال الوزير العمالي في حكومة الظل باري غاردنر، إذا كانت النتيجة ستكون على ما هي عليه، فإنها ستكون “مدمرة” لحزب العمال على حد قوله.

وإجابة عن سؤال تعلق بمستقبل زعيم الحزب العمالي جيريمي كوربن السياسي، إذا كان سيستمر أم لا، فضل المستشار العمالي والرجل الثاني في الحزب، جون ماكدونل، انتظار صدور النتائج الرسمية صباح الجمعة، حتى يتخذ بعدها القرار المناسب، مبينا أن الانتخابات هيمن عليها موضوع البريكست الذي قسم البلاد منذ 2016. وسوف تعلن النتائج الرسمية في الساعات الأولى من نهار اليوم الجمعة.

وكان جيريمي كوربن وعد بـ”تغيير حقيقي” بعد حوال عقد من حكم المحافظين، وهيمنت على برنامجه عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية “إن إتش إس” التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وأبقى كوربن على موقف ملتبس حيال بريكست، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين بشأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه “حياديا”.